الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في المشي خلف الجنازة

                                                                                                          1011 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا وهب بن جرير عن شعبة عن يحيى إمام بني تيم الله عن أبي ماجد عن عبد الله بن مسعود قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المشي خلف الجنازة قال ما دون الخبب فإن كان خيرا عجلتموه وإن كان شرا فلا يبعد إلا أهل النار الجنازة متبوعة ولا تتبع وليس منها من تقدمها قال أبو عيسى هذا حديث لا يعرف من حديث عبد الله بن مسعود إلا من هذا الوجه قال سمعت محمد بن إسمعيل يضعف حديث أبي ماجد لهذا وقال محمد قال الحميدي قال ابن عيينة قيل ليحيى من أبو ماجد هذا قال طائر طار فحدثنا وقد ذهب بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم إلى هذا رأوا أن المشي خلفها أفضل وبه يقول سفيان الثوري وإسحق قال إن أبا ماجد رجل مجهول لا يعرف إنما يروى عنه حديثان عن ابن مسعود ويحيى إمام بني تيم الله ثقة يكنى أبا الحارث ويقال له يحيى الجابر ويقال له يحيى المجبر أيضا وهو كوفي روى له شعبة وسفيان الثوري وأبو الأحوص وسفيان بن عيينة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن يحيى إمام بني تيم الله ) يحيى هذا هو يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر أبو الحارث الكوفي لين الحديث من السادسة ( عن أبي ماجد ) قيل اسمه عائذ بن فضلة مجهول لم يرو عنه غير يحيى الجابر من الثانية ، كذا في التقريب ، ويقال له أبو ماجدة أيضا ، كما في قوت المغتذي .

                                                                                                          قوله : ( فقال ما دون الخبب ) هو سرعة المشي مع تقارب الخطى ، كذا في قوت المغتذي ( فلا يبعد ) قال العراقي يحتمل ضبطه وجهين ؛ أحدهما بناؤه للمفعول ، ويكون المراد أن حاملها يبعدها عنه بسرعة بها ؛ لكونه من أهل النار ، ويحتمل أن يكون بفتح الباء والعين أيضا من بعد بالكسر يبعد بالفتح إذا هلك . انتهى . ( الجنازة متبوعة ) أي : حقيقة وحكما فيمشي خلفها ( ولا تتبع ) بفتح التاء والباء وبرفع العين على النفي ، وبسكونها على النهي أي : لا تتبع الناس هي فلا نكون عقيبهم ، وهو تصريح بما علم ضمنا ( ليس منها من تقدمها ) أي : لا يثبت له الأجر .

                                                                                                          [ ص: 79 ] قوله : ( قال طائر طار فحدثنا ) أشار إلى أنه مجهول ( وبه يقول الثوري وإسحاق ) وبه يقول الأوزاعي ، واستدل لهم بحديث الباب ، وبما رواه سعيد بن منصور ، وغيره عن علي قال : المشي خلفها أفضل من المشي أمامها كفضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ ، قال الحافظ : إسناده حسن ، وهو موقوف ، له حكم المرفوع ، لكن حكى الأثرم عن أحمد أنه تكلم في إسناده . انتهى ، وفي الباب أحاديث أخر ذكرها الحافظ الزيلعي في نصب الراية .

                                                                                                          قوله : ( وله حديثان عن ابن مسعود ) الحديث الآخر ما رواه أبو الأحوص عن يحيى التميمي عن أبي ماجدة عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عفو يحب العفو ، كذا في الميزان وقوت المغتذي .

                                                                                                          قوله : ( ويحيى إمام بني تيم الله ، ثقة ) قال العراقي : هذا مخالف لقول الجمهور ، فقد ضعفه ابن معين ، وأبو حاتم ، والنسائي ، والجوزجاني ، وقال البيهقي ضعفه جماعة من أهل النقل ، ثم قال فيه أحمد ، وابن عدي لا بأس به ، كذا في قوت المغتذي ( ، ويقال له يحيى الجابر ، ويقال له يحيى المجبر أيضا ) ؛ لأنه كان يجبر الأعضاء ، كذا في تهذيب التهذيب .




                                                                                                          الخدمات العلمية