الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1009 حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يمشون أمام الجنازة قال الزهري وأخبرني سالم أن أباه كان يمشي أمام الجنازة قال وفي الباب عن أنس قال أبو عيسى حديث ابن عمر هكذا رواه ابن جريج وزياد بن سعد وغير واحد عن الزهري عن سالم عن أبيه نحو حديث ابن عيينة وروى معمر ويونس بن يزيد ومالك وغير واحد من الحفاظ عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمشي أمام الجنازة وأهل الحديث كلهم يرون أن الحديث المرسل في ذلك أصح قال أبو عيسى وسمعت يحيى بن موسى يقول قال عبد الرزاق قال ابن المبارك حديث الزهري في هذا مرسل أصح من حديث ابن عيينة قال ابن المبارك وأرى ابن جريج أخذه عن ابن عيينة قال أبو عيسى وروى همام بن يحيى هذا الحديث عن زياد وهو ابن سعد ومنصور وبكر وسفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه وإنما هو سفيان بن عيينة روى عنه همام واختلف أهل العلم في المشي أمام الجنازة فرأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن المشي أمامها أفضل وهو قول الشافعي وأحمد قال وحديث أنس في هذا الباب غير محفوظ

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن الزهري قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وعمر يمشون أمام الجنازة ) هذه الرواية مرسلة ، ورواية سفيان المتقدمة عن الزهري موصولة ، والأصح الإرسال كما صرح به الترمذي فيما [ ص: 77 ] بعد . قوله : ( وأخبرني سالم أن أباه ) أي : عبد الله بن عمر رضي الله عنه . قوله ( وفي الباب عن أنس ) أخرجه الترمذي .

                                                                                                          قوله : ( وأهل الحديث كلهم يرون أن الحديث المرسل في ذلك أصح ) لكن البيهقي اختار ترجيح الموصول ؛ لأنه من رواية ابن عيينة ، وهو ثقة حافظ ، وعن علي بن المديني قال : قلت لابن عيينة : يا أبا محمد خالفك الناس في هذا الحديث فقال : استيقن الزهري حدثني مرارا لست أحصيه يعيده ويبديه سمعته من فيه عن سالم عن أبيه ، قال الحافظ في التلخيص : وهذا لا ينفي عنه الوهم فإنه ضابط ؛ لأنه سمعه منه عن سالم عن أبيه ، والأمر كذلك إلا أن فيه إدراجا ، لعل الزهري أدمجه إذ حدث به ابن عيينة ، وفصله لغيره ، وقد أوضحته في المدرج بأتم من هذا ، وجزم أيضا بصحته ابن المنذر وابن حزم . انتهى كلام الحافظ .

                                                                                                          قوله : ( وهو قول الشافعي ، وأحمد ) ، وهو قول مالك ، وهو مذهب الجمهور على ما صرح به الحافظ في الفتح ، واستدلوا بحديث ابن عمر المذكور في الباب ، واستدلوا أيضا بما أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه كان يضرب الناس يقدمهم أمام جنازة زينب بنت جحش رضي الله عنها ، وبما أخرج ابن أبي شيبة حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن [ ص: 78 ] صالح مولى التوأمة قال : رأيت أبا هريرة رضي الله تعالى عنه ، وأبا قتادة ، وابن عمر ، وأبا أسيد رضي الله عنهم يمشون أمام الجنازة .




                                                                                                          الخدمات العلمية