الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1006 حدثنا قتيبة عن مالك قال وحدثنا إسحق بن موسى حدثنا معن حدثنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمرة أنها أخبرته أنها سمعت عائشة وذكر لها أن ابن عمر يقول إن الميت ليعذب ببكاء الحي عليه فقالت عائشة غفر الله لأبي عبد الرحمن أما إنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكى عليها فقال إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن عمرة ) بفتح العين هي بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية أكثرت عن عائشة رضي الله عنها ، ثقة من الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( وذكر ) بصيغة المجهول ( لها ) أي : لعائشة ( غفر الله لأبي عبد الرحمن ) كنية عبد الله بن عمر رضي الله عنه ، وهذا من الآداب الحسنة المأخوذة من قوله تعالى عفا الله عنك لم أذنت لهم فمن استغرب من غيره شيئا ينبغي أن يوطئ ، ويمهد له بالدعاء إقامة لعذره فيما وقع منه ، وأنه لم يتعمد ، ومن ثم زادت على ذلك بيانا ، واعتذارا بقولها ( أما ) بالتخفيف للتنبيه ، أو للافتتاح يؤتى بها لمجرد التأكيد ( إنه ) أي : ابن عمر ( ولكنه نسي ) أي : مورده الخاص ( أو أخطأ ) أي : في إرادته [ ص: 74 ] العام ( يبكى عليها ) بصيغة المجهول ( إنهم ) أي : اليهود ( وإنها ) أي : اليهودية ( لتعذب في قبرها ) أي : لكفرها ، قال القاري في المرقاة : ولا يخفى أن هذا الاعتراض وارد لو لم يسمع الحديث إلا في هذا المورد ، وقد ثبت بألفاظ مختلفة وبروايات متعددة عنه ، وعن غيره غير مقيدة ، بل مطلقة دخل هذا الخصوص تحت ذلك العموم فلا منافاة ، ولا معارضة فيكون اعتراضها بحسب اجتهادها . انتهى ، وقال الحافظ في فتح الباري : قال القرطبي : إنكار عائشة ذلك ، وحكمها على الراوي بالتخطئة ، أو النسيان ، أو على أنه سمع بعضا ، ولم يسمع بعضا بعيد ؛ لأن الرواة لهذا المعنى من الصحابة كثيرون ، وهم جازمون ، فلا وجه للنفي مع إمكان حمله على محمل صحيح . انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية