( قَدْ نَحَرْتُ هَاهُنَا nindex.php?page=treesubj&link=33039وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ ) : يَعْنِي : كُلُّ بُقْعَةٍ مِنْهَا يَصِحُّ النَّحْرُ فِيهَا ، وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، لَكِنِ الْأَفْضَلُ النَّحْرُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي نَحَرَ فِيهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - كَذَا قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ . وَمَنْحَرُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - هُوَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْأُولَى الَّتِي تَلِي مَسْجِدَ مِنًى ، كَذَا قَالَ ابْنُ التِّينِ . وَحَدُّ مِنًى مِنْ وَادِي مُحَسِّرٍ إِلَى الْعَقَبَةِ ( قَدْ وَقَفْتُ هَاهُنَا ) : يَعْنِي عِنْدَ الصَّخَرَاتِ وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ يَصِحُّ الْوُقُوفُ فِيهَا . وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=3503مَنْ وَقَفَ فِي أَيِّ جُزْءٍ كَانَ مِنْ عَرَفَاتٍ صَحَّ وُقُوفُهُ ، وَلَهَا أَرْبَعُ حُدُودٍ ، حَدٌّ إِلَى جَادَّةِ طَرِيقِ الْمَشْرِقِ ، وَالثَّانِي إِلَى حَافَّاتِ الْجَبَلِ الَّذِي وَرَاءَ أَرْضِهَا ، وَالثَّالِثُ إِلَى الْبَسَاتِينِ الَّتِي تَلِي قَرْنَيْهَا عَلَى يَسَارِ مُسْتَقْبِلِ الْكَعْبَةِ ، وَالرَّابِعُ وَادِي عُرَنَةَ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَبِالنُّونِ وَلَيْسَتْ هِيَ وَلَا نَمِرَةُ مِنْ عَرَفَاتٍ وَلَا مِنَ الْحَرَمِ . ( وَمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ) : فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا كُلَّهَا مَوْقِفٌ كَمَا أَنَّ عَرَفَاتٍ كُلَّهَا مَوْقِفٌ [ ص: 303 ] قَالَهُ فِي نَيْلِ الْأَوْطَارِ : مَوْقِفٌ .

قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ بِنَحْوِهِ . ( فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ ) : الْمُرَادُ بِالرِّحَالِ الْمَنَازِلُ . قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : رَحْلُ الرَّجُلِ مَنْزِلُهُ ، سَوَاءً كَانَ مِنْ حَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ أَوْ شَعْرٍ أَوْ وَبَرٍ . ( وَاتَّخِذُوا ) : بِكَسْرِ الْخَاءِ عَلَى الْأَمْرِ وَهِيَ إِحْدَى الْقِرَاءَتَيْنِ وَالْأُخْرَى بِالْفَتْحِ عَلَى الْخَبَرِ ، وَالْأَمْرُ دَالٌّ عَلَى الْوُجُوبِ . قَالَ فِي الْفَتْحِ : لَكِنِ انْعَقَدَ الْإِجْمَاعُ عَلَى جَوَازِ nindex.php?page=treesubj&link=1497الصَّلَاةِ إِلَى جَمِيعِ جِهَاتِ الْكَعْبَةِ فَدَلَّ عَلَى عَدَمِ التَّخْصِيصِ ، وَهَذَا بِنَاءٌ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِمَقَامِ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي فِيهِ أَثَرُ قَدَمَيْهِ وَهُوَ مَوْجُودٌ الْآنَ . وَقَالَ مُجَاهِدٌ الْمُرَادُ بِمَقَامِ إِبْرَاهِيمَ الْحَرَمُ كُلُّهُ وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ . ( فَقَرَأَ ) : النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ( فِيهِمَا بِالتَّوْحِيدِ ) : أَيْ nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِيهِ اسْتِحْبَابُ الْقِرَاءَةِ بِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ مَعَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي وُجُوبِ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ فَذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ إِلَى أَنَّهُمَا وَاجِبَتَانِ ، وَاسْتَدَلُّوا بِالْآيَةِ الْمَذْكُورَةِ ، وَأُجِيبَ عَنْ ذَلِكَ بِأَنَّ الْأَمْرَ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ بِاتِّخَاذِ الْمُصَلَّى لَا بِالصَّلَاةِ .

وَقَدْ قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَغَيْرُهُ إِنَّ قَوْلَهُ ( مُصَلًّى ) : أَيْ قِبْلَةً ، انْتَهَى . وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ وَمَعْنَاهُ تَحْتَ حَدِيثِ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِمَا ذَكَرَهُ النَّوَوِيُّ ، لَكِنْ يَظْهَرُ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَنَّ قَوْلَهُ : فَقَرَأَ فِيهِمَا بِالتَّوْحِيدِ هُوَ قَوْلٌ مُدْرَجٌ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَى مَا ذَكَرَهُ جَابِرٌ . وَكَذَا قَوْلُهُ : قَالَ عَلِيٌّ بِالْكُوفَةِ : فَذَهَبْتُ مُحَرِّشًا ، إِلَى آخِرِ قِصَّةِ فَاطِمَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - هُوَ ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مُنْقَطِعًا مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ جَابِرٍ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .