[ ص: 721 ] [قتل المظفر وتولي بيبرس مكانه]
وكان المظفر عزم على التوجه إلى حلب; لينظف آثار البلاد من التتار، فبلغه أن بيبرس تنكر له وعمل عليه، فصرف وجهه عن ذلك، ورجع إلى مصر، وقد أضمر الشر لبيبرس، وأسر ذلك إلى بعض خواصه، فأطلع على ذلك بيبرس، فساروا إلى مصر، وكل منهما محترس من صاحبه.
فاتفق بيبرس وجماعة من الأمراء على قتل المظفر، فقتلوه في الطريق في سادس عشر ذي القعدة، وتسلطن بيبرس، ولقب: بالملك القاهر.
ودخل مصر، وأزال عن أهلها ما كان المظفر قد أحدثه عليهم من المظالم، وأشار عليه الوزير زين الدين ابن الزبير بأن يغير هذا اللقب، وقال: ما لقب به أحد فأفلح; لقب به القاهر بن المعتضد فخلع بعد قليل وسمل، ولقب به القاهر ابن صاحب الموصل فسم، فأبطل السلطان هذا اللقب وتلقب: بالملك الظاهر.
فأقيمت ثم دخلت سنة تسع وخمسين: والوقت أيضا بلا خليفة إلى رجب، بمصر الخلافة، وبويع كما سنذكره، فكان مدة انقطاع الخلافة ثلاث سنين ونصفا. المستنصر