[وفاة القائد صلاح الدين وتركته]
صلاح الدين -رحمه الله- فوصل إلى وفي سنة تسع وثمانين: مات السلطان بغداد الرسول وفي صحبته لأمة الحرب التي لصلاح الدين، وفرسه، ودينار واحد، وستة وثلاثون درهما لم يخلف من المال سواها، واستقرت مصر لابنه عماد الدين عثمان الملك العزيز، ودمشق لابنه الملك الأفضل نور الدين علي، وحلب لابنه الملك الظاهر غياث الدين غازي.
طغريل شاه ابن أرسلان بن طغرلبك بن محمد بن ملك شاه; وهو آخر ملوك وفي سنة تسعين: مات السلطان السلجوقية .
قال الذهبي : (وكان عددهم نيفا وعشرين ملكا، أولهم طغرلبك [ ص: 694 ] الذي أعاد إلى القائم بغداد، ومدة دولتهم مائة وستون سنة).
بمكة عمت الدنيا، ووقع على الناس رمل أحمر، ووقع من الركن اليماني قطعة. وفي سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة: هبت ريح سوداء
وفيها: عسكر خوارزم شاه، فعدا جيحون في خمسين ألفا، وبعث إلى الخليفة يطلب السلطنة وإعادة دار السلطنة إلى ما كانت، وأن يجيء إلى بغداد، ويكون الخليفة من تحت يده كما كانت الملوك السلجوقية، فهدم الخليفة دار السلطنة، ورد رسوله بلا جواب، ثم كفى الله شره، كما تقدم.
واهتزت الدور والأماكن، فاستغاث الناس وأعلنوا بالدعاء، وظنوا ذلك من أمارات القيامة. وفي سنة ثلاث وتسعين: انقض كوكب عظيم سمع لانقضاضه صوت هائل،
بمصر، وأقيم ابنه وفي سنة خمس وتسعين: مات الملك العزيز بدله، فوثب الملك المنصور العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب وتملكها، ثم أقام بها ابنه الملك الكامل.