[232 - 247 هـ ]
أبو الفضل بن المعتصم بن الرشيد ، أمه : أم ولد ، اسمها : شجاع ، ولد سنة خمس - وقيل : سبع - ومائتين ، وبويع له في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، بعد ، فأظهر السنة ، ونصر أهلها ، ورفع المحنة ، وكتب بذلك إلى الآفاق; وذلك في سنة أربع وثلاثين واستقدم المحدثين إلى الواثق سامراء ، وأجزل عطاياهم وأكرمهم ، وأمرهم بأن يحدثوا بأحاديث الصفات والرؤية .
وجلس في جامع أبو بكر بن أبي شيبة الرصافة ، فاجتمع له نحو من ثلاثين ألف نفس ، وجلس أخوه في جامع عثمان ، فاجتمع إليه أيضا نحو من ثلاثين ألف نفس . المنصور
وتوفر دعاء الخلق ، وبالغوا في الثناء عليه والتعظيم له ، حتى قال قائلهم : (الخلفاء ثلاثة : للمتوكل - رضي الله عنه - : في أبو بكر الصديق ، قتال أهل الردة : في رد المظالم ، وعمر بن عبد العزيز في إحياء السنة وإماتة التجهم ) . والمتوكل
وقال أبو بكر ابن الخبازة في ذلك :
وبعد ، فإن السنة اليوم أصبحت معززة حتى كأن لم تذلل تصول وتسطو إذ أقيم منارها
وحط منار الإفك والزور من عل وولى أخو الإبداع في الدين هاربا
إلى النار يهوي مدبرا غير مقبل شفى الله منهم بالخليفة جعفر
خليفته ذي السنة [ ص: 538 ] خليفة ربي وابن عم نبيه المتوكل
وخير بني العباس من منهم ولي وجامع شمل الدين بعد تشتت
وفاري رءوس المارقين بمنصل أطال لنا رب العباد بقاءه
سليما من الأهوال غير مبدل وبوأه النصر للدين جنة
يجاور في روضاتها خير مرسل