وأخرج عن الخطيب منصور البرمكي قال : كان جارية ، وكان للرشيد يهواها; فبينما هي تصب على المأمون من إبريق معها الرشيد خلفه . . . إذ أشار إليها بقبلة ، فزبرته بحاجبها ، وأبطأت عن الصب ، فنظر إليها والمأمون فقال : ما هذا ؟ فتلكأت عليه ، فقال : إن لم تخبريني . . . لأقتلنك . هارون
[ ص: 506 ] فقالت : أشار إلي عبد الله بقبلة ، فالتفت إليه ، وإذا هو قد نزل به من الحياء والرعب ما رحمه منه فاعتنقه ، وقال : أتحبها ؟ قال : نعم ، قال : قم فادخل بها في تلك القبة ، فقام ، فلما خرج . . . قال له : قل في هذا شعرا ، فقال :
ظبي كنيت بطرفي عن الضمير إليه قبلته من بعيد
فاعتل من شفتيه ورد أحسن رد
بالكسر من حاجبيه فما برحت مكاني
حتى قدرت عليه
ماذا تقولين فيمن شفه أرق من جهد حبك حتى صار حيرانا ؟
إذا وجدنا محبا قد أضر به داء الصبابة أوليناه إحسانا