المأمون ] [شهادة مؤدب
وأخرج عن ابن عساكر أبي محمد اليزيدي قال : (كنت أؤدب ، فأتيته يوما وهو داخل ، فوجهت إليه بعض الخدم يعلمه بمكاني ، فأبطأ ثم وجهت إليه آخر ، فأبطأ فقلت : إن هذا الفتى ربما تشاغل بالبطالة ، فقيل : أجل; ومع هذا إنه إذا فارقك . . . تعرم على خدمه ، ولقوا منه أذى شديدا ، فقومه بالأدب . المأمون
فلما خرج . . . أمرت بحمله فضربته سبع درر ، قال : فإنه ليدلك عينيه بالبكاء; إذ قيل : هذا جعفر بن يحيى قد أقبل ، فأخذ منديلا فمسح عينيه من البكاء ، وجمع ثيابه ، وقام إلى فراشه فقعد متربعا ، ثم قال : ليدخل ، فدخل ، فقمت عن المجلس وخفت أن يشكوني إليه ، فأقبل عليه بوجهه وحدثه حتى أضحكه ، ثم خرج .
فجئت فقلت : لقد خفت أن تشكوني إلى جعفر ؟ فقال لي : يا أبا محمد; ما كنت أطلع على هذه ، فكيف الرشيد بجعفر ؟ أني أحتاج إلى أدب ؟ ! ) .