[ذكر أليس وهي على صلب الفرات] خبر
ثم إن النصارى وفارس اجتمعوا بأليس وقد وضعوا الأطعمة يأكلون ، فقال: كلوا ولا تحفلوا بهم ، فعالجهم خالد فقاتلهم ، وقال: اللهم إن لك علي إن منحتني أكتافهم أن لا أستبقي منهم أحدا قدرنا عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم . فمنحه الله أكتافهم ، فأمر مناديه: الأسر الأسر ، ولا تقتلوا إلا من امتنع ، فضرب أعناقهم في النهر ، فقيل:
لو قتل أهل الأرض لم تجر دماؤهم ، إن الدم لا تزيد على أن تترقرق أرسل عليه الماء تبر يمينك . وكان قد صد الماء عن النهر ، فأعاده ، فجرى دما عبيطا ، فسمي نهر الدم لذلك إلى اليوم .
وكانت على الماء أرحاء ، فطحنت قوت العسكر ثلاثة أيام بالماء الأحمر ، وبلغ القتلى سبعين ألفا . ووقف خالد على طعامهم ، فقال لأصحابه: قد نفلتكم الطعام ، فكان من لا يعرف خبز الرقاق يقول: ما هذه الرقاع البيض ، وجعل من يعرفها [يقول]: هل سمعتم برقيق العيش؟ هو هذا .