ذكر عمان ومهرة واليمن قصة أهل
قال علماء السير: نبغ بعمان لقيط بن مالك الأزدي ، وكان يسمى في الجاهلية الجلندي ، فادعى ما ادعاه من تنبأ ، وغلب على عمان مرتدا ، وارتد أهل عمان ، فبعث أبو بكر حذيفة بن محصن إلى عمان وعرفجة البارقي إلى مهرة وأمرهما أن يبدءا بعمان ، وكان أبو بكر قد بعث إلى عكرمة بن أبي جهل مسيلمة ، واستعجل قبل أن يلحقه المدد ، فقاتل وأصيب جماعة من المسلمين ، فكتب إليه أبو بكر يعنفه على سرعته ، ويقول: لا أرينك ، ولا أسمعن بك إلا بعد بلاء ، والحق بعمان حتى تقاتل أهل [ ص: 86 ] عمان وتعين حذيفة وعرفجة ، فإذا فرغتم فامض إلى مهرة ، ثم ليكن وجهك منها إلى اليمن ، فأوطئ ما بين عمان واليمن ممن ارتد ، وليبلغني بلاؤك .
فلما اجتمعوا جمع لقيط فاقتتلوا ، فرأى المسلمون في أنفسهم خللا فإذا مواد قد أقبلت إليهم من عبد القيس وغيرهم ، فوهن الله الشرك ، وقتل من المشركين في المعركة عشرة آلاف فأثخنوا فيهم وسبوا الذراري وقسموا ذلك على المسلمين وبعثوا بالخمس إلى أبي بكر رضي الله عنه مع عرفجة .