ذكر بداية الخلق
أخبرنا ، أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب أحمد بن جعفر ، أخبرنا ، قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل أبي ، أخبرنا الحسن بن سوار ، أخبرنا ، عن ليث معاوية ، عن أيوب بن زياد ، قال: حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: عبادة بن الصامت ، ثم قال: اكتب ، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة" أول ما خلق الله تعالى القلم . "إن
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن القزاز ، أخبرنا ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب علي بن أحمد الندان ، أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسن الكاتب ، قال: أخبرني أبو جعفر أحمد بن محمد بن نصر القاضي ، قال: حدثني محمد بن الحسن الزرقي ، قال: حدثني موسى بن عبد الله بن موسى ، قال: حدثتني فاطمة بنت سعيد بن عقبة بن شداد بن أمية الجهني ، عن أبيها ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن رضي الله عنه ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، قال: علي ن والقلم . . . . ، ثم قال للقلم: [ ص: 121 ]
خط ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة" . "أول ما خلق الله القلم ثم خلق الدواة ، وهو قوله تعالى:
قال المصنف: وهذا هو المراد بالحديث الذي أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي التميمي ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ، قال: حدثنا ، قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل أبي ، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن ، أخبرنا حيوة ، حدثنا أبو هانئ الخولاني ، أنه سمع أبا عبد الرحمن الجيلي يقول: سمعت ، يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: عبد الله بن عمرو " قدر الله المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة . أخرجه " أبو مسلمة .
وإنما قلت: المراد بالقدر ما كتب مما يكون ، لأنه لا يجوز أن يكون المراد بالتقدير علم ما يكون من جهة أن علم الحق -عز وجل- قديم لا يستند إلى سنين معدودة ، فعلم أن المراد بالقدر كتابة المقدور ، وفائدة إظهار المعلوم بمكتوب أن يعلم أن المخلوقات إنما وجدت عن تدبير تقدم وجودها .
وقد زعم أن محمد بن إسحاق ، ولا يقبل هذا مع الحديث المرفوع ، والقياس يقتضي أن يكون مع القلم اللوح ، لأنه يكتب فيه ، والدواة على ما ذكرناه . أول ما خلق الله النور والظلمة
وما رأيتهم ذكروا هذا ، وإن كان من الممكن خلق اللوح متأخرا ، وأن تكون الكتابة متأخرة بعد المخلوقات .
قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : ثم ثنى خلق القلم الغمام ، وهو السحاب الرقيق . [ ص: 122 ]
أخبرنا ، أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب أحمد بن جعفر ، حدثنا ، قال: حدثني عبد الله بن أحمد أبي ، قال: حدثنا يزيد بن مروان ، أخبرنا ، عن حماد بن سلمة يعلى بن عطاء ، عن وكيع بن عدس ، عن عمه أبي رزين ، قال: . قلت: يا رسول الله ، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: "كان عماء ، ما تحته هواء ، وما فوقه سماء ، ثم خلق عرشه على الماء"
قال مؤلفه رضي الله عنه: واعلم أن ذكر الفوق والتحت والهواء عائد إلى السحاب ، لأن الحق سبحانه لا يعلوه شيء ولا يحمل في شيء . وإجماع الأمة على هذا ، وبه يدفع توهم من يتوهم أن ذلك عائد إلى الحق سبحانه .
وقال أرطأة بن المنذر : لما خلق الله تعالى القلم فكتب ما هو كائن سبحه ، ذلك الكتاب ومجده القلم قبل أن يخلق شيئا من الخلق .