ومن الحوادث في مرضه أنه صلى الله عليه وآله وسلم جمع أصحابه فأوصاهم
[أخبرنا محمد بن أبي طاهر ، أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، أخبرنا أبو [ ص: 34 ] عمر بن حيويه ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدثنا الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا محمد بن سعد ، قال: أخبرني محمد بن عمر ، قال: حدثني عبد الله بن جعفر ، عن ابن أبي عون] ، عن قال: ابن مسعود ، نعى لنا نبينا وحبيبنا نفسه قبل موته بشهر ، بأبي هو وأمي ونفسي له الفداء ، فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أمنا وتشدد لنا ، فقال: "مرحبا بكم حياكم الله بالسلام ، رحمكم الله ، حفظكم الله ، جبركم الله ، رزقكم الله ، رفعكم الله ، نفعكم الله ، أحلكم الله ، وقاكم الله ، عائشة ألا تعلوا على الله في عباده وبلاده ، فإنه قال لي: ولكم أوصيكم بتقوى الله وأوصي الله بكم وأستخلفه عليكم وأحذركم الله ، إني لكم منه نذير مبين تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ، وقال: أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ، قلنا: يا رسول الله متى أجلك؟ قال: "دنا الفراق والمنقلب إلى الله وإلى جنة المأوى وإلى سدرة المنتهى وإلى الرفيق الأعلى والكأس الأوفى والحظ والعيش الهني" قلنا: يا رسول الله ، من يغسلك؟ فقال: "رجال من أهلي الأدنى فالأدنى" قلنا: يا رسول الله ، ففيم نكفنك؟ قال: "في ثيابي هذه إن شئتم أو ثياب مصر أو في حلة يمانية" ، قلنا: يا رسول الله من يصلي عليك؟ وبكينا وبكى ، فقال: "مهلا رحمكم الله وجزاكم عن نبيكم خيرا ، إذا أنتم غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سريري هذا على شفير قبري في بيتي [هذا] ، ثم اخرجوا عني ساعة ، فإن أول من يصلي علي حبيبي وخليلي جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت معه جنود من الملائكة بأجمعهم ، ثم ادخلوا فوجا فوجا . فصلوا علي وسلموا تسليما ولا تؤذوني بتزكية ولا برنة ، وليبتدئ بالصلاة علي رجال أهلي ثم نساؤهم ثم أنتم بعد ، واقرءوا السلام على من غاب من أصحابي ، واقرءوا السلام على من تبعني على [ ص: 35 ] ديني من يومي هذا إلى يوم القيامة" قلنا: يا رسول الله ، فمن يدخلك قبرك؟ قال:
أهلي مع ملائكة كثير يرونكم ولا ترونهم .