وفيها رضي الله عنه إلى الفلس وهو صنم علي بن أبي طالب طيء ليهدمه سرية
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عليا في خمسين ومائة من الأنصار في مائة بعير وخمسين فرسا إلى صنم طيء [ليهدمه] في ربيع الآخر ، وبعث معه راية سوداء ولواء أبيض ، فشنوا الغارة وخرجوا الفلس ، وأخذوا سيفين كانوا في بيت الصنم ، وملئوا أيديهم من السبي والنعم ، وكان في السبي أخت وهرب عدي بن حاتم ، عدي إلى الشام . وروى عن محمد بن إسحاق ، شيبان بن سعد الطائي ، قال: يقول: ما رجل من العرب [كان] أشد كراهية لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع به مني [أما أنا] فكنت نصرانيا ، وكنت شريفا في قومي ، فلما سمعت بجيوش عدي بن حاتم محمد احتملت أهلي وولدي لألحق بأهل ديني من النصارى وخلفت ابنة حاتم في الحاضر فأصيبت فيمن [ ص: 361 ] أصيب ، فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبي طيء ، فجعلت في حظيرة بباب المسجد كانت تحبس بها السبايا ، فلما مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قامت إليه ، فقالت: هلك الوالد ، وغاب الوافد ، فامنن علي من الله عليك ، قال: "فمن وافدك؟" قالت: قال: "الفار من الله ورسوله" ، ثم مضى ، ثم عاد من الغد ، فقالت مثل ذلك ، فقال: "قد فعلت؛ فلا تعجلي بخروج حتى يكون لك ثقة يبلغك إلى بلادك" ، فلما رأت ثقة أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكساها وحملها وأعطاها نفقة ، فقدمت على عدي بن حاتم ، عدي ، فجعلت تقول: القاطع الظالم احتملت بأهلك وولدك وتركت بقية والدك ، قال: والله ما لي عذر ، ما ترين في هذا الرجل ، قالت: أرى والله أن تلحق به ، فأتيته فقال: "من الرجل؟" فقلت: فانطلق بي إلى بيته ، فلقيته امرأة ضعيفة ، فوقف لها طويلا ، فقلت: ما هذا بملك . ثم مضى حتى دخل بيته ، فتناول وسادة من أدم محشوة ليفا فقدمها إلي وجلس على الأرض ، فقلت: ما هذا بأمر ملك ، فأسلمت عدي بن حاتم ، كان