قال مؤلف الكتاب وقد ذكرناه . [ ص: 259 ] من أعظم الحوادث في عام ولادته قصة الفيل
ومن الحوادث عامئذ يوم جبلة .
قال أبو عبيدة : أعظم أيام العرب يوم جبلة ، وكان عام ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكان لعامر ، وعبس [على] ذبيان ، وتميم ، وقد قال الرضي في ذلك:
فمن إباء الأذى حلت جماجمها على مناطلها عبس وذبيان
ومن ذلك: رضاع ثويبة له أياما ثم قدوم حليمة لرضاعه :أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياما ، ثم قدمت حليمة بنت أبي ذؤيب - واسمه:
عبد الله بن الحارث بن شجنة - وزوجها الحارث بن عبد العزى بن رفاعة .
واسم إخوته من الرضاعة: عبد الله بن الحارث وأنيسة بنت الحارث ، وجدامة بنت الحارث ، وهي: الشيماء ، غلب ذلك على اسمها ، فلا تعرف إلا به ، ويزعمون أن الشيماء كانت تحضنه مع أمها ، إذ كان عندهم ، وأن الشيماء سبيت يوم حنين فقالت:
اعلموا أني أخت نبيكم . فلما أتي بها عرفها ، فأعتقها . وكانت حليمة من بني سعد بن بكر .
أخبرنا محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا قال: أخبرنا ابن حيويه أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال: [حدثنا محمد بن سعد قال:] حدثنا محمد بن عمر بن واقد قال: حدثني موسى بن أبي شيبة ، عن عميرة بنت عبد الله بن كعب بن مالك ، عن برة بنت تجراة قالت : [ ص: 260 ]
أول من أرضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثويبة بلبن ابن لها ، يقال له: مسروح ، أياما قبل أن تقدم حليمة ، وكانت قد أرضعت قبله [رضي الله عنه] ، وأرضعت بعده حمزة بن عبد المطلب أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي .
وقد ذكرنا أن عبد المطلب تزوج هالة وزوج ابنه عبد الله: آمنة في مجلس واحد فولد حمزة ، ثم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب بلبن ابنها مسروح أياما ، ولذلك . وأعتق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرضت عليه ابنة حمزة ليتزوجها: "إنها لا تحل لي ، إنها ابنة أخي ، أرضعتني وإياه ثويبة" أبو لهب ثويبة ثويبة تدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما تزوج فيكرمها النبي صلى الله عليه وسلم وتكرمها خديجة خديجة ، وهي يومئذ أمة ، ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليها بعد الهجرة بكسوة وصلة حتى ماتت بعد فتح وكانت خيبر .
قال مؤلفه : ولا نعلم أنها [قد] أسلمت ، بل قد قال حكى بعض العلماء أنه قد اختلف في إسلامها . أبو نعيم الأصفهاني
أخبرنا علي بن عبد الله الذغواني قال: أخبرنا عبد الصمد بن علي بن المأمون قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن حبابة قال: أخبرنا يحيى بن صاعد قال: أخبرنا الحسن بن أبي الربيع قال: حدثنا وهب بن حزم قال: حدثنا أبي ، عن النعمان بن راشد ، عن عن الزهري ، عروة قال :
كانت ثويبة لأبي لهب فأعتقها ، فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما مات أبو لهب رآه بعض أهله في النوم فقال: ماذا لقيت يا أبا لهب؟ فقال: ما رأيت بعدكم روحا غير أني سقيت [ ص: 261 ] في هذه مني بعتقي ثويبة . وأشار إلى ما بين الإبهام والسبابة