: عابد من الرهبان
حدثنا المبارك بن علي الصيرفي من لفظه قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي قال: أخبرنا أحمد بن عبد الواحد قال: حدثنا جدي أبو بكر محمد بن جعفر السامري قال: أخبرنا إبراهيم بن الجنيد قال: حدثنا أبو طفر قال: حدثنا سليمان الضبعي ، عن عبد الصمد بن معقل بن منبه ، عن عمه قال: كان عابد من عباد وهب بن منبه بني إسرائيل يعبد الله دهرا طويلا في صومعته [ فعف ] وزهد حتى شكته الشياطين إلى إبليس ، فقالوا: فلان قد أعيانا لا نصيب منه شيئا .
قال: فانتدب له إبليس بنفسه ، فأتاه فضرب ديره ، فقال: من هذا ؟ قال: ابن سبيل ، افتح لي حتى آوي الليلة في ديرك . قال له العابد: هذه قرى منك غير بعيدة ، مل إلى بعضها فأو إليها ، قال: اتق الله وافتح لي فإني أخاف اللصوص ، والسباع ، قال: ما أنا بالذي أفتح لك فسكت إبليس ، ثم ضرب باب الدير ، فقال: افتح لي ، قال: من هذا ؟ قال: أنا المسيح قال: إن تكن المسيح فليس لك لي حاجة فقد بلغت رسالات ربك [ ص: 171 ] فموعدك الآخرة .
فسكت إبليس ، ثم ضرب ديره ، فقال: افتح لي قال: من أنت ؟ قال: أنا إبليس ، قال: ما أنا بالذي أفتح لك ، فقال إبليس: لك ما لله ، ولك وجعل يعاهده لا أعمل في مضرة أبدا افتح ، قال: فنزل ففتح له الباب ، وصعد إبليس فجلس بين يديه فقال: سلني عما شئت أخبرك ، فقال: ما لي إليك حاجة ، قال: فقام إبليس فولى فناداه أقبل ، فقد بدا لي أن أسألك ، قال: سل ، قال: أي شيء أهون لكم في هلك ابن آدم ؟ قال: السكر ، فإنه إذا أسكر ابن آدم لم يمتنع منا من شيء نريده ثم لعبنا به كما يلعب الصبيان بالكرة ، قال: وماذا ؟ قال: الحدة لو أن ابن آدم بلغ في عبادة [ الله تعالى ] ما يحيي الموتى [ بإذن الله ] ما يئسنا أن نصيبه في بعض غضبه قال: وماذا ؟ قال: والبخل ، قال: يأتي ابن آدم فنقلل نعمة الله عنده ، ونكثر ما في أيدي الناس عنده حتى يبخل بحق الله في ماله فيهلك .