[ ص: 162 ] ثم دخلت سنة ستين وخمسمائة
فمن الحوادث فيها :
أنه بغداد في المحرم صاحب المخزن أبو جعفر وقد فارق الحاج بالرحبة فأخبر أنهم لقوا شدة وأخبر أن جماعة انقطعوا في وصل إلى فيد والثعلبية وواقصة وهلك خلق كثير في البرية لتعذر الظهر ولم يصح للحاج المضي إلى المدينة لهذه الأسباب وللقحط الذي بنا وأن الوباء وقع في البادية فهلك منهم خلق كثير وهلكت مواشيهم وأن الأسعار بمكة ضيقة جدا وقدم مع الحاج فخر الدين بن المطلب . فمنع من دخول الحريم وذكر أن السبب أنه طلب موضع له يشترى للخليفة فتكلم بكلام لا يصلح فقبض على عقاراته وغضب عليه فأقام في رباط الزوزني أياما ثم مضى إلى الدور مستجيرا بالوزير ليصلح حاله مع الخليفة .
قال المصنف فحدثني أخو الوزير قال كتب إلى الوزير أن أحسن ضيافته ثلاثا ثم آمره أن يخرج ففعلت فخرج فأقام بمشهد علي عليه السلام .
وفي صفر : خرج إلى نهر الملك للتصيد وقبض في طريقه على المستنجد بالله توبة البدوي ويقال إنه واطأ عسكر همذان على الخروج والعصيان وكان ضاربا بحلته على الفرات وقيد وأدخل بغداد في الليل وحبس ثم ذكر أنه قتل وكان الناس يشيرون [ ص: 163 ] إلى بعض الأكابر أنه أشار بالقبض عليه وبقتله فما عاش ذلك المشار إليه بعده أكثر من أربعة أشهر .
وفي عيد الأضحى : ولدت امرأة من درب بهروز يقال لها بنت أبي الأعز الأهوازي الجوهري أربع بنات وماتت معها بنت أخرى وماتت المرأة ولم يسمع بمثل هذا .
وحكى أبو الفرج بن الحسين الحداد أن البراج وكان ناظرا في وقف النظامية وكان ابن الرميلي مشرفا عليه والمدرس يوسف الدمشقي فاتفق ابن البراج وابن الرميلي على أن يكتبا كتابا على لسان ألدكز إلى يوسف الدمشقي يتضمن أنه من بطانتهم وأنه يشعرهم بما يتجدد في بغداد من الأمور وأن يشكره على ما يصل إليهم منه عولا على أن يدخلا على يوسف إلى بيته ويسلما عليه ويضعا الكتاب عند مسنده بحيث لا يشعر ثم يخرجا من فورهما إلى الديوان فيعلما الوزير بذلك فانفرد ابن الرميلي على ودخل إلى حاجب الباب فأعلمه بذلك فمضى حاجب الباب إلى الوزير فحدثه فاستدعى ابن البراج ابن الرميلي فسئل عن ذلك فأنكر فأكذبه حاجب الباب واستخف به فقال ابن الرميلي إنما هو الذي يريد أن يفعل ذلك فاستدعي ابن البراج فأنكر وأحال على ابن البراج ابن الرميلي وحلف بالطلاق الثلاث أنه ما عنده خبر من هذا وقذف ابن الرميلي بالفسق واستبا جميعا فقال لهما الوزير قوما قبحكما الله فخرجا مفتضحين ونجا يوسف .
وعملت الدعوة في دار الخلافة يوم الثلاثاء ثامن عشرين جمادى الآخرة وحضر أرباب الدولة والصوفية على عادتهم وخلع عليهم وفرق عليهم مال .
[ ص: 164 ] وفي رجب : نقص اليزدي عن مشاهرته التي كانت بسبب التدريس بجامع السلطان وكان مبلغها عشرة دنانير فكتب أقوام يقولون نحن نقنع بثلاثة فقيل لهم هو أحق بهذا فقنع بذلك ودرس ورضي بذلك القدر .
وتوفي الوزير فقبض على ولديه وأخذ حاجبه ابن تركان فحبس في دار أستاذ الدار وقدم رجل مغربي فنصب جذعا طويلا ووقف على رأسه يعالج فحاكاه صبي عجان وطاف العجان البلاد فقدم وقد اكتسب الأموال والجواري والخدم فنصب جذعين طويلين شد أحدهما إلى الآخر وصعد ورقص على كرة معه بحبال وحمل جرة ماء على رأسه ولبس سراويله هنا ورمى نفسه واستقبلها بحبل مشدود فحصل له مبلغ .
وفي ذي القعدة : وقع الحريق في السوق الجديد من درب فراشة إلى مشرعة الصباغين من الجانبين فذهب في ساعة حتى لم يبق للخشب الذي في الحيطان أثر .
وفي ذي الحجة : وقع حريق في الحضائر والدور التي تليها وتفاقم الأمر . ورخص السكر في هذه السنة والنبات فكان ينادى على السكر قيراط وحبة رطل وعلى النبات نصف رطل بقيراط وحبة وحبة وهذا شيء لم يعهد .