فمن الحوادث فيها :
أنه في يوم الجمعة حادي عشر من المحرم جيء بصبي صغير مقتولا ومعه صبي آخر فأقر أنه قتله بمنجل كان معه بسبب حلقة أخذها من أذنه فأخذت منه الحلقة وقتل .
ودخل كانون الثاني في صفر ولم أر كانونا أدفأ منه . وفي يوم الأحد رابع عشر صفر شهر جماعة من الحصريين كتبوا أسماء الأئمة الاثني عشر على الحصر شهرهم المحتسب بتقدم الوزير .
وفي يوم الأحد خامس ربيع الآخر : أملك يوسف الدمشقي بابنة قاضي القضاة جعفر بن عبد الواحد الثقفي بصداق مبلغه سبعمائة دينار ولم يكن في هذه السنة للناس ربيع بسبب اليبس المتقدم لعدم المطر وموت المواشي .
وفي جمادى : اجتمع جماعة يسمعون كتاب ابن منده في فضائل في مسجد ابن شافع فجرى بين أحمد بن حنبل ابن الخشاب وبين أبي المحاسن الدمشقي منازعة في أمر يتعلق بالفقهاء فآل الأمر إلى خصام فوشى بهم الدمشقي إلى الخليفة وأنهم يقرءون كتابا فيه معايب الخلفاء فتقدم بأخذ الكتاب من أيديهم .
وفي شوال : عملت دعوة في الدار الجديدة التي بناها المستنجد بباب الغربة [ ص: 160 ] وحضر أرباب الدولة ومشايخ الصوفية وبات قوم على السماع وتقدم بقتل تسعة من اللصوص فأخرجوا من الحبس فقتلوا واحد بباب الأزج وآخر بالحبة وآخر بباب الغلة وآخر باللكافين وأربعة على عقد سوق السلطان وواحد بسوق السلطان وشهرت امرأة تزوجت بزوجين ومعها أحدهما .
وورد البشير إلى المستنجد مصر ، فقال حاجب الوزير بفتح ابن تركان قصيدة أولها :
لعل حداة العيس أن يتوقفوا ليشفي غليلا بالمدامع مدنف
وفيها :ليهنك يا مولى الأنام بشارة بها سيف دين الله بالحق مرهف
ضربت به هام الأعادي بهمة تقاصر عنها السمهري المثقف
بعثت إلى شرق البلاد وغربها بعوثا من الآراء تحيي وتتلف
فقامت مقام السيف والسيف قاطر ونابت مناب الرمح والرمح يرعف
وقدت لها جيشا من الروع هائلا إلى كل قلب من عداتك يزحف
ليهنك يا مولاي فتح تتابعت إليك به خوص الركائب توجف
أخذت به مصرا وقد حال دونها من الشرك ناس في لحي الحق تقذف
فعادت بحمد الله باسم إمامنا تتيه على كل البلاد وتشرف
ولا غرو إن ذلت ليوسف مصره وكانت إلى عليائه تشوف
تملكها من قبضة الكفر يوسف وخلصها من عصبة الرفض يوسف
فشابهه خلقا وخلقا وعفة وكل عن الرحمن في الأرض يخلف
كشفت بها عن آل هاشم سبة وعارا أبى إلا بسيفك يكشف