ثم دخلت سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة
فمن الحوادث فيها:
[جيء بأحد عشر عيارا فصلبوا في الأسواق]
أنه جيء بأحد عشر عيارا فصلبوا في الأسواق وصلب رجل صوفي [من رباط البسطامي ] لكم صبيا فمات .
الروم بزاعة] [الخبر بفتح
وجاء الخبر بفتح الروم بزاعة ، فقتلوا الذكور وسبوا النساء والصبيان ، وجاء الناس يستنفرون ، ومنع الخطبة والخطباء ببغداد وقلعوا طوابيق الجوامع ، وجرت محن ونفذ السلطان مسعود إلى البقش كأسا ليشربها [فامتنع خمسة أشهر ثم عزم على شربها ، فتقدم إلى الولاة بالمحال والأسواق أن يشعلوا الشمع والقناديل والسرج في جميع المحال ليلا ونهارا ثلاثة أيام فتقدم إلى الولاة بذلك ، وظهرت القينات والمعازف والنساء عليهن الثياب الملونات والمخانيث إلى أن شرب الكأس ، ووصل مسعود إلى بغداد في مستهل جمادى الأولى ، وقبض على البقش السلاحي ، والي العراق ، وولي بهروز الخادم العراق ، وعقد للسلطان على سفري بنت دبيس بن صدقة ، وكان السبب أنه كان أولاد دبيس في ضيق لأن السلطان أقطع أموالهم ، فجاءت بنت دبيس وكانت أمها بنت عميد الدولة ابن جهير ، وكانت في غاية الحسن فدخلت على خاتون زوجة تستشفع بها إلى المستظهر مسعود ليعيد عليها بعض ما أخذ منها وتشكو الضر فوصفت [ ص: 328 ] ذلك لمسعود ، فقال مسعود: أحضريها عندك حتى أحضر القضاة وأتزوجها ، ففعلت فتزوجها ، وتقدم إلى الوزير بأن تعلق بغداد سبعة أيام وذلك في سادس عشر جمادى الأولى ، فظهر بالتعاليق فساد عظيم بضرب الطبول والزمور والحكايات ، وشرب الخمر ظاهرا .
وفي جمادى الآخرة: قتل الشحنة صبيا مستورا من المختارة ، فأمر السلطان بصلب الشحنة فصلب وحطه العوام فقطعوه .
وفي رمضان: وصف للسلطان مسعود ابنة عمه قاورت بالحسن ، فخطبها وتزوجها وعلق البلاد ثلاثة أيام .
قد جمع العساكر الكثيرة وقوي أمره ، فدخلوا عليه الراشد الباطنية فقتلوه . وكان