ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3075 - رجاء بن عيسى بن محمد ، أبو العباس الأنصناوي :
وأنصنا قرية من قرى [صعيد ] مصر . ولد سنة سبع وعشرين ، وسمع جماعة من شيوخ مصر ، وقدم بغداد فحدث بها ، فسمع منه أبو عبد الله بن بكير ، . والعتيقي
وكان فقيها مالكيا فرضيا ثقة في الحديث متحريا في الرواية ، مقبول الشهادة عند القضاة . وتوفي بمصر في هذه السنة .
3076 - عبد الله بن محمد بن أبي علان ، أبو أحمد قاضي الأهواز :
مولده سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، وله مصنفات كثيرة من جملتها : معجزات النبي صلى الله عليه وسلم" جمع له فيها ألف معجزة ، وهو أحد شيوخ المعتزلة ، وكان يؤدي خراج ضياعه بالأهواز تسعين ألف دينار ، وكان أصهاره يؤدون ثلاثين ألف دينار . وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة ، عن تسع وثمانين سنة .
3077 - علي بن نصر ، أبو الحسن الملقب مهذب الدولة صاحب البطائح :
كان له كرم ووفاء ، وكان الناس يلتجئون إليه في الشدائد وأكبر فخره نزول عليه وخدمته إياه إلى أن جاءته الخلافة . القادر
قال الوزير أبو شجاع : توجت الأيام مفرق فخاره بمقام في جواره ، وصاغت له المنقبة حسبا وصارت له إلى استحقاق المدح سببا . كان يرتفع له من إقطاعه [ ص: 130 ] تسعة آلاف وستمائة كر من الحنطة ، وثلاثة عشر ألفا وثلاثمائة وسبعون كرا من الشعير ، وثمانية آلاف كر من الأرز ، ومن الورق ألفا ألف وسبعمائة ألف وخمسون ألفا . القادر بالله
وكان بعض بلاده تضمن بعشرة آلاف دينار ، تزوج بنت الملك بهاء الدولة أبي نصر وأعانه نوائبه وأقرضه أموالا كثيرة ، وولى البطائح اثنتين وثلاثين سنة وشهورا ، وكان سبب موته أنه افتصد وانتفخ ساعده ، وأخذه داء الحمرة .
توفي في جمادى الأولى من هذه السنة عن اثنتين وسبعين سنة .
3078 - عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشران بن مروان بن عبد العزيز ، أبو محمد الأزدي المصري الحافظ :
كان عالما بالحديث وأسماء الرجال متقنا ، قال الطيوري : ما رأت عيناي مثله في معناه .
أخبرنا ، أخبرنا ابن ناصر المبارك بن عبد الجبار ، وأبو الفضل بن خيرون ، قالا :
أخبرنا أبو عبد الله الصوري ، قال : قال لي عبد الغني بن سعيد : ولدت لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة .
وتوفي في صفر سنة تسع وأربعمائة .
قال الصوري : وقال لي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن [أبي ] يزيد الأزدي ، قال لي أبي : خرجنا يوما مع من عند الدارقطني أبي جعفر الحسين ، فلقيه عبد الغني بن سعيد ، فسلم على أبي الحسن ، فقال : يا أصحابنا ما التقيت من مرة مع شابكم هذا فانصرفت عنه إلا بفائدة أو كما قال الصوري :
وقال لي أبو الفتح منصور بن علي الطرسوسي ، وكان شيخا صالحا ، لما أراد أبو [ ص: 131 ] الحسن الدارقطني الخروج من عندنا من مصر خرجنا معه نودعه ، فلما ودعنا بكينا ، فقال : لم تبكون ؟ فقلنا : نبكي لما فقدناه من علمك وعدمناه من فوائدك ، قال : تقولون هذا وعندكم عبد الغني وفيه الخلف .
قال الصوري : وقال لي سألت أبو بكر البرقاني بعد قدومه من الدارقطني مصر ، هل رأيت في طريقك من يفهم شيئا من العلم ؟ فقال [لي ] : ما رأيت في طول طريقي [أحدا ] إلا شابا بمصر يقال له عبد الغني كأنه شعلة نار ، وجعل يفخم أمره ، ويرفع ذكره .
أخبرنا أخبرنا ابن ناصر ، المبارك بن عبد الجبار ، أخبرنا أبو عبد الله الصوري ، أخبرنا عبد الغني الحافظ ، قال : لما وصل كتابي الذي عملته في أغلاط أجابني بالشكر عليه ، وذكر أنه أملاه على الناس ، وضمن كتابه إلى الاعتراف بالفائدة ، وبأنه لا يذكرها لي غنى ، وأن أبي عبد الله الحاكم أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثهم ، قال : حدثنا قال : سمعت العباس بن محمد الدوري أبا عبيد يقول : من شكر العلم أن يستفيد الشيء فإذا ذكر لك قلت حقي على كذا وكذا ، ولم يكن به علم حتى أفادني فلان كذا وكذا ، فهذا شكر العلم .
3079 - محمد بن أمير المؤمنين القادر بالله ، يكنى أبا الفضل :
وكان أبوه رشحه للخلافة وجعله ولي عهده ، ولقبه الغالب بالله ، ونقش على السكة اسمه ، ودعي له في الخطبة بولاية العهد بعده ، ثم أدركه أجله ، فتوفي في رمضان هذه السنة ، وكان مولده في ليلة الاثنين لسبع بقين من شوال سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة ، ودفن بالرصافة . [ ص: 132 ]
3080 - محمد بن إبراهيم [بن محمد ] بن يزيد ، أبو الفتح البزاز الطرسوسي يعرف بابن البصري :
سمع خلقا كثيرا ، وروى عنه ، البرقاني والأزهري ، وغيرهما ، واستوطن بيت المقدس .
أخبرنا القزاز ، أخبرنا أحمد بن علي ، قال : قال لي محمد بن علي الصوري ، وقد سمع من محمد بن إبراهيم : كان ثقة ، ومات ببيت المقدس رحمه الله . [ ص: 133 ]