[ ص: 218 ] ثم دخلت سنة إحدى عشرة وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها :
أن بغلة وردت من مصر إلى بغداد ومعها فلو ، وقد وضعت مهرا في ربيع الأول ، وكان يرتضع منها .
وأنه ظهر الجراد [وعظم أمره ] ، وكثر إفساده للغلات .
وأنه قلد أبو عمرو حمزة بن القاسم الصلاة في جامع المدينة ، وشغب الجند في المحرم ، فلما أطلقت أرزاقهم سكنوا .
وخلع على مؤنس المظفر وعقد له على الغزاة للصائفة [في هذه السنة ] .
وقرئ كتاب على المنبر بالفتح على المسلمين من طرسوس . وكان نازوك أمر بضرب غلامين كان أحدهما غلاما لبعض الرجالة المصافية ، فحمل الرجالة السلاح وقصدوا دار نازوك ، ووقعت بينهم حرب ، وقتل جماعة ، فركب المقتدر وبلغ إلى باب العامة ، ثم أشار عليه نصر الحاجب بالرجوع فرجع ، ووجه القواد للتسكين وشغلهم بإطلاق أرزاقهم فسكنوا .
[ ص: 219 ]
[وصرف عن الوزارة ، حامد بن العباس وعلي بن عيسى عن الدواوين والأعمال ، لأنه أخر أرزاق الجند ] .
وقبض [على ] علي بن عيسى وأنسابه ، والمتصرفين في أيامه ، وقرر عليا ثلاثمائة ألف دينار .
وأخرج أبو الحسن علي بن محمد [بن ] الفرات ، فقلد الوزارة يوم الخميس لتسع بقين من ربيع الآخر ، وخلع عليه ، وعلى ابنيه المحسن والحسين ، وأقطع الدار بالمخرم ، وجلسوا للهناء وأخذوا ابن الفرات فصادره وأخذ خطه بألف ألف دينار وثلاثمائة ألف دينار ، وصادر مؤنسا خادم حامد على ثلاثين ألف دينار وروسل حامد بن العباس علي بن عيسى أن يقرر بأمواله ، فكتب أنه لا يقدر على أكثر من ثلاثة آلاف دينار ، فأخذه المحسن ولد ابن الفرات وألبسه جبة صوف وأهانه وناله بالأذى الفاحش حتى استخرج منه اليسير .
وورد الخبر في ربيع الآخر بدخول أبي طاهر سليمان بن الحسن الجنابي إلى البصرة سحر يوم الاثنين لخمس بقين من ربيع الآخر في ألف وسبعمائة رجل ، وأنه نصب سلاليم بالليل على سورها ، وصعد على أعلى السور ، ثم نزل إلى البلد ، وقتل البوابين الذين [على الأبواب ] ، وفتح الأبواب ، وطرح بين كل مصراعين حصباء [ ص: 220 ] ورملا كان معه على الجمال لئلا يمكن غلق الأبواب عليه ، ووضع السيف في أهل البصرة ، وأحرق المربد ، ونقض الجامع ومسجد قبر طلحة ، وهرب الناس فطرحوا أنفسهم في الماء ، فغرق أكثرهم ، وأقام أبو طاهر بالبصرة سبعة عشر يوما يحمل على جماله كل ما يقدر عليه من الأمتعة والنساء والصبيان ، وخرج منها بما معه يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة [خلت ] . من جمادى الآخرة ، [وولى ] منصرفا إلى بلده .
وفي رجب استخلف القاضي أبو عمر ولده على القضاء بمدينة السلام ، وركب إلى جامع الرصافة وحكم .
وفي رابع عشر رمضان ، وقع برد المواريث إلى ذوي الأرحام .
وفي نصف رمضان أحرق على باب العامة صورة ماني وأربعة أعدال من كتب الزنادقة ، فسقط منها ذهب وفضة مما كان على المصاحف له قدر .
وفي هذه السنة اتخذ أبو الحسن ابن الفرات مارستانا في درب المفضل ، وأنفق عليه من ماله في كل شهر مائتي دينار جاريا .