[ ص: 54 ] وتفسير : رائحة التفاح ، وكانت والدته ترقصه في الصغر بذلك . سيبويه
قال : سمي إبراهيم الحربي لأن وجنتيه كانتا كأنهما تفاحة . سيبويه
قال مؤلف الكتاب : وكان يصحب المحدثين والفقهاء ، ويطلب الآثار ، وكان يستملي على سيبويه ، فلحن في حرف ، فعابه حماد فأنف من ذلك ، ولزم حماد بن سلمة الخليل فبرع في النحو ، وقدم بغداد وناظر . الكسائي
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال : أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال : أنبأني القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي قال : أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن إسماعيل النجيرمي قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المهلبي قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن الروذباري قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الملك التاريخي قال : حدثنا قال : سمعت إبراهيم الحربي ابن عائشة يقول : كنا نجلس مع النحوي في المسجد ، وكان شابا جميلا نظيفا ، قد تعلق من كل علم بسبب ، وضرب في كل أدب بسهم مع حداثة سنه وبراعته في النحو . سيبويه
قال التاريخي : وحدثني ابن الأعلم قال : حدثنا محمد بن سلام قال : كان جالسا في حلقة سيبويه بالبصرة ، فتذاكرنا شيئا من حديث قتادة ، فذكر حديثا غريبا وقال : لم يرو هذا غير سعيد بن أبي العروبة . فقال له بعض من حضر : ما هاتان الزيادتان يا أبا بشر ؟ قال : هكذا يقال ، لأن العروبة يوم الجمعة ، فمن قال عروبة فقد أخطأ ، قال ابن سلام : فذكرت ذلك ليونس فقال : أصاب ، لله دره .
قال أبو سعيد السيرافي : أخذ اللغات عن سيبويه أبي الخطاب الأخفش وغيره ، [ ص: 55 ] وعمل كتابه الذي لم يسبقه أحد إلى مثله ولا لحق به من بعده ، وكان كتابه لشهرته عند النحويين علما ، فكان يقال بالبصرة قرأ فلان للكتاب فيعلم أنه كتاب ، وكان سيبويه إذا أراد مريد أن يقرأ عليه كتاب المبرد يقول له : هل ركبت البحر . تعظيما له واستصعابا لما فيه . سيبويه
وقال السيرافي : لم نعلم أحدا قرأ كتاب عليه ، إنما قرئ بعده على سيبويه أبي الحسن الأخفش ، ورأيت في تعاليق : قال أبي عبد الله المرزباني : اجتمع أربعون نفسا حتى عملوا كتاب ثعلب هو أحدهم ، وهو أصول سيبويه الخليل ونكته فادعاه ، وأنا أستبعد هذا لأن مثله لا يخفى ، والكل قد سلموا للرجل . سيبويه
أخبرنا قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال : أخبرنا أحمد [بن علي بن ثابت ] الخطيب هلال بن المحسن قال : حدثنا أحمد بن محمد بن الجراح قال : حدثنا محمد بن القاسم الأنباري قال : أخبرنا ابن المتوكل قال : حدثنا أبو بكر العبدي قال : لما قدم سيبويه بغداد ، فناظر سيبويه وأصحابه ، فلم يظهر عليهم ، فسأل من يبذل من الملوك ويرغب في النحو ؟ فقيل له : طلحة بن طاهر . فشخص إلى الكسائي خراسان ، فلما انتهى إلى ساوة مرض مرضه الذي مات فيه ، فتمثل عند الموت :
يؤمل دنيا لتبقى له فمات المؤمل قبل الأمل حثيثا يروي أصول الفسيل
فعاش الفسيل ومات الرجل
أخبرنا عبد الرحمن [بن محمد قال : ] أخبرنا [ أحمد بن علي بن ثابت ] [ ص: 56 ] الخطيب ، أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري قال : أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي المتوكل قال : أخبرنا أبو الحسن المدائني قال : قال أبو عمرو بن يزيد : احتضر فوضع رأسه في حجر أخيه ، فأغمي عليه فدمعت عين أخيه فأفاق فرآه يبكي فقال : سيبويه
فكنا جميعا فرق الدهر بيننا إلى الأمد الأقصى فمن يأمن الدهرا ؟
توفي في هذه السنة . وقيل : في التي قبلها . سيبويه
قال : ويقال أن سنه كانت اثنتين وثلاثين سنة . أبو بكر الخطيب
974 - . عفيرة العابدة
كانت طويلة الحزن ، كثيرة البكاء ، قدم أخ لها ، فبشرت بقدومه ، فبكت ، فقيل لها هذا وقت بكاء ؟ فقالت : ما أجد للسرور في قلبي مسكنا مع ذكر الآخرة ، ولقد أذكرني قدومه يوم القدوم على الله فمن بين مسرور ومثبور .
أخبرنا بإسناد له عن ابن ناصر محمد بن عبيد قال : دخلنا على امرأة بالبصرة يقال لها : عفيرة ، فقيل لها : [يا عفيرة ] ، ادعي الله لنا . فقالت : لو خرس الخاطبون ما تكلمت عجوزكم ، ولكن المحسن أمن المسيء بالدعاء ، جعل الله قراكم من بيتي في الجنة ، وجعل الموت مني ومنكم على بال .
975 - مسلم بن خالد بن سعيد بن خرجة ، أبو خالد . ويلقب : الزنجي .
كان فقيها ، عابدا ، يصوم الدهر .
توفي بمكة في هذه السنة ، لكنه كان كثير الغلط والخطأ في حديثه .
[ ص: 57 ]