فمن الحوادث فيها:
عبد الكريم بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، فأقبل إليه بطريق في تسعين ألفا ، فعجز عنه غزوة عبد الكريم فانهزم ، فأراد ضرب عنقه فكلم فيه فحبسه . المهدي
وفيها: بنى المهدي بعيساباذ الكبرى قصرا من لبن إلى أن أسس قصره الذي بالآجر ، وكان تأسيسه إياه يوم الأربعاء في شهر ذي القعدة .
وفيها: عزل المهدي محمد بن سليمان عن أعماله ووجه صالح بن داود على ما كان إلى محمد بن سليمان .
أنبأنا محمد بن عبد الملك قال: أنبأنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال أخبرنا الحسن بن علي قال: حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا قال: حدثني الزبير بن بكار مصعب قال: لما بنى المهدي عيساباذ نزل منزله بها ، فأمر أن يكتب له أبناء المهاجرين وأبناء الأنصار ، فكتبوا ودعا نقباءهم وجلس مجلسا عاما لهم ، ففرق فيهم ثلاثة آلاف ألف درهم ، فأغنى كل عائل ، وجبر كل كسير ، وفرج عن كل مكروب ، ثم قامت الخطباء فخطبت ، ودخل الشعراء فأنشدوا ففرق فيهم خمسمائة ألف درهم ، ثم دعا بغدائه ، وحضر خاصته وبطانته ، وأهل المراتب من قواده [ ص: 271 ] فطعموا فلم ينصرف واحد منهم إلا بحباء وكرامة ، فكثر الدعاء له في الطرقات والبوادي ، وقال الناس: هذا مفتاح الخير ، هذا مهدي هذه الأمة الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم . وقام في هذا اليوم فأنشده: مروان بن أبي حفصة
ما يلمع البرق إلا حن مغترب كأنه من دواعي شوقه وصب مجالس الأنس غيثا طل وابله
علي من راحة ينسكب شمسا فما أخطفتنا من مخايله المهدي
سحابة صوبها الأوراق والذهب صدقت يا خير مأمول ومعتمد
ظني بأضعاف ما قد كنت أحتسب أعطيت سبعين ألفا غير متبعها
منا ولست بمنان بما تهب قد لاح للناس بالمهدي نور هدى
يضيء والصبح في الظلماء محتجب خليفة طاهر الأثواب معتصم
بالحق ليس له في غيره أدب
وفيها: عزل عبد الله بن سليمان عن اليمن عن سخطة ، ووجه من يستقبله ويفتش متاعه ويحصي ما معه ، ثم حبسه عند الربيع حين قدم حتى أقر من المال والجوهر والعنبر ، بما أقر به ، واستعمل مكانه منصور بن يزيد .
وكان العامل على مكة والمدينة والطائف واليمامة جعفر بن سليمان ، وعلى اليمن منصور بن يزيد ، وعلى صلاة الكوفة وأحداثها وكور دجلة والبحرين وعمان وكور الأهواز وفارس صالح بن داود بن علي .
وعلى خراسان المسيب بن زهير ، وعلى الموصل محمد بن الفضل ، وعلى قضاء البصرة عبيد الله بن الحسن ، وعلى مصر إبراهيم بن صالح ، وعلى إفريقية يزيد بن [ ص: 272 ] خالد ، وعلى طبرستان والرويان وجرجان يحيى الحرشي ، وعلى الري خلف بن عبد الله