ذكر الآيات التي أرسلت على قوم فرعون
لما فرغ من أمر السحرة ولم يؤمن فرعون أرسلت عليه الآيات .
وقد زعم أن الآيات أرسلت قبل لقاء السحرة . السدي
فأما الأولى الطوفان: وهو المطر ، أغرق كل شيء لهم . وقيل: بل ماء فاض على وجه الأرض ثم ركد ، فلم يقدروا أن يعملوا شيئا ، فقالوا: يا موسى ادع لنا ربك يكشفه عنا ، ونحن نؤمن بك ، فدعا ، فكشفه فنبتت زروعهم ، فقالوا: ما يسرنا أننا لم نمطر ، فبعث الله عليهم الجراد فأكل حروثهم وزروعهم حتى أكل مسامير الأبواب ، فسألوا موسى أن يدعو ربه ، فدعا فكشفه فلم يؤمنوا ، فبعث الله عليهم القمل والدبا ، فلحس الأرض كلها ، وكان يأكل لحومهم وطعامهم ، ومنعهم النوم والقرار ، فسألوا موسى أن يدعو ربه أن يكشفه ، وقالوا: نؤمن ، فدعا فكشفه فلم يؤمنوا ، فأرسل الله عليهم الضفادع فملأت البيوت [ ص: 345 ] والأطعمة والأواني ، فقالوا: اكشف ذلك فكشفه فلم يؤمنوا ، فأرسل عليهم الدم ، وكان الإسرائيلي يأتي والقبطي يستقيان من ماء واحد فيخرج ماء هذا القبطي دما ، ويخرج للإسرائيلي ماء ، فسألوا موسى ، فدعا فكشف فلم يؤمنوا .
قال مكث ابن عباس: موسى في آل فرعون بعدما غلب السحرة عشرين سنة يريهم الآيات: الجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم .
قال علماء السير: ثم موسى وأخيه أن يقولا قولا لينا ، فقال له إن الله تعالى أوحى إلى موسى: هل لك في أن أعطيك شبابك ولا تهرم ، وملكك فلا ينزع منك ، فإذا مت دخلت الجنة ، وتؤمن بي ، فقال: كما أنت حتى يأتي هامان ، فلما جاء أخبره فعجزه ، وقال: تعبد بعدما كنت ربا ، فخرج فقال: أنا ربكم الأعلى [79: 24] .
قال بين هذه الكلمة وبين قوله: السدي: ما علمت لكم من إله غيري [28: 38] أربعون سنة .
ثم قال له قومه: أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك [7: 127] فقال: سنقتل أبناءهم [7: 127] فأعاد القتل على الأبناء وحتما إذ علم أنه لا يقدر على قتل موسى .