عبد الملك لولديه الوليد ثم سليمان بعده وفي هذه السنة بايع]
وجعلهما وليي عهده ، فكتب ببيعتهما إلى البلدان ، وكتب إلى هشام بن إسماعيل المخزومي أن يدعو الناس إلى بيعة ابنيه الوليد وسليمان ، فبايعوا غير فإنه أبى وقال: لا أبايع سعيد بن المسيب وعبد الملك حي فضربه هشام ستين سوطا ، وطاف به في ثياب شعر وسرحه إلى ذباب - [ثنية] بظاهر المدينة كانوا يقتلون عندها ويصلبون - فظن أنهم يريدون قتله ، فلما انتهوا به إلى ذلك الموضع ردوه ، فقال: لو ظننت أنهم لا يقتلونني ما لبست سراويل مسوح . فبلغ عبد الملك ، فقال: قبح الله هشاما ، إنما كان [ ص: 263 ] ينبغي له أن يدعوه إلى البيعة فإن أبى كف عنه أو يضرب عنقه .
وقد ذكرنا أن ضرب في بيعة ابن المسيب أيضا لأنه قال: لا أبايع حتى يجتمع الناس ، فضربه ابن الزبير جابر بن الأسود ، وكان عامل في أيامه على ابن الزبير المدينة .