تنبيهات
الأول : قريظة بضم القاف وفتح الراء وسكون التحتية وبالظاء المعجمة المشالة فتاء تأنيث ، قال السمعاني هو اسم رجل نزل أولاده قلعة حصينة بقرب المدينة فنسبت إليهم .
وقريظة والنضير أخوان من أولاد هارون - عليه الصلاة والسلام .
الثاني :
روى في جميع الروايات عن شيخه البخاري عبد الله بن محمد بن أسماء قال : حدثنا عن جويرية بن أسماء نافع عن - رضي الله عنهما - قال : ابن عمر بني قريظة » . إلخ . ووافق قال رسول الله [ ص: 19 ] - صلى الله عليه وسلم : «لا يصلين أحد العصر إلا في على لفظ العصر من طريق البخاري جويرية الإسماعيلي ، من طريق وأبو نعيم أبي حفص السلمي عن جويرية وأصحاب المغازي . ورواه الطبراني ، في الدلائل بإسناد صحيح إلى والبيهقي عن الزهري عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن عمه عبيد الله بن كعب . ورواه أيضا من هذا الوجه موصولا بذكر الطبراني كعب بن مالك عن والبيهقي - رضي الله عنها - ورواه عائشة عن مسلم عبد الله بن محمد بن أسماء بسنده وقال : بني قريظة » . ووافقه «لا يصلين أحد الظهر إلا في ابن سعد ، وأبو يعلى ، وابن حبان ، من غير طريق وأبو نعيم أبي حفص السابق ،
قال الحافظ : ولم أره عن جويرية - من غير طريق أبي حفص السلمي إلا بلفظ الظهر ، وجمع بينهما باحتمال أن يكون بعضهم قبل الأمر كان صلى الظهر ، وبعضهم لم يصلها . فقيل لمن لم يصلها ، لا يصلين أحد الظهر ، ولمن صلاها لا يصلين أحد العصر . أو أن طائفة منهم راحت بعد طائفة ، فقيل للطائفة الأولى الظهر ، والتي بعدها العصر .
قال الحافظ : وهو جمع لا بأس به ، لكن يبعده اتحاد مخرج الحديث ، لأنه عند الشيخين كما بيناه بإسناد واحد من مبدئه إلى منتهاه ، فيبعد أن يكون كل من رجال إسناده حدث به .
على الوجهين إذ لو كان كذلك لحمله واحد منهم عن بعض رواته ، وسبق الكلام على ذلك ، ثم قال : هذا كله من حيث حديث ، أما بالنظر إلى حديث غيره فالاحتمالان المتقدمان في كونه قال «الظهر» لطائفة متجه فيحتمل أن رواية «الظهر» هي التي سمعها ابن ابن عمر ، ورواية «العصر» هي التي سمعها عمر كعب بن مالك ، - رضي الله عنهما - وقيل في وجه الجمع أيضا وعائشة
أن يكون - صلى الله عليه وسلم - قال لأهل القوة ، أو لمن كان منزله قريبا «لا يصلين أحد الظهر»
وقال لغيرهم : «لا يصلين أحد العصر» .
الثالث : أغرب ابن التين فادعى أن الذين صلوا «العصر» صلوا على ظهور دوابهم ، واستند إلى أن النزول إلى الصلاة ينافي مقصود الإسراع في الوصول . قال : فأما الذين لم يصلوها عملوا بالدليل الخاص وهو الأمر بالإسراع فتركوا عموم إيقاع «العصر» في وقتها إلى أن فات ، والذين صلوا جمعوا بين دليلي وجوب الصلاة ووجوب الإسراع فصلوا ركبانا ، لأنهم لو صلوا نزولا لكان مضادا لما أمروا به من الإسراع ، ولا يظن ذلك بهم مع ثقوب أفهامهم قال الحافظ : وفيه نظر ، لأنه لم يأمرهم بترك النزول ، فلعلهم فهموا أن المراد بأمرهم ألا يصلوا العصر إلا في بني قريظة المبالغة في الأمر بالإسراع ، فبادروا إلى امتثال أمره وخصوا وقت [ ص: 20 ] الصلاة من ذلك لما تقرر عندهم من تأكيد أمرها فلا يمتنع أن ينزلوا فيصلوا ، ولا يكون في ذلك مضادة لما أمروا به . ودعوى أنهم صلوا ركبانا يحتاج إلى دليل ، ولم أره صريحا في شيء من طرق هذه القصة .
الرابع : يستفاد من حديث ، ابن عمر وكعب بن مالك ، ترك تعنيف من بذل وسعه واجتهد ، فيؤخذ منه عدم تأثيمه ، وحاصل ما وقع في القصة أن بعض الصحابة حملوا النهي على حقيقته ، ولم يبالوا بخروج الوقت ترجيحا للنهي الثاني على الأول ، وهو ترك وعائشة على وقتها واستدلوا بجواز التأخير لمن اشتغل بأمر الحرب ، ولا سيما الزمان زمان التشريع ، والبعض الآخر حملوا النهي على غير الحقيقة وأنه كناية عن الحث والاستعجال والإسراع إلى تأخير الصلاة بني قريظة : وقال في «زاد المعاد» ما حاصله : كل من الفريقين مأجور بقصده إلا أن من صلى حاز الفضيلتين : امتثال الأمر في الإسراع ، وامتثال الأمر في المحافظة على الوقت ولا سيما في هذه القصة بعينها من الحث على المحافظة عليها ، وأن من فاتته حبط عمله ، وإنما لم يعنف الذين أخروها لقيام عذرهم في التمسك بظاهر الأمر ، ولأنهم اجتهدوا فأخروا امتثالا للأمر ، لكنهم لم يصلوا إلى أن يكونوا في أصوب من اجتهاد الطائفة الأخرى .
الخامس : قال السهيلي : قوله «من فوق سبع سماوات» معناه أن الحكم نزل من فوق .
قال : ومثله قول رضي الله عنها - : زوجني الله تعالى من نبيه من فوق سبع سماوات ، أي أنزل تزويجها من فوق ، قال : زينب بنت جحش ، الذي يفضي إلى التشبيه . ولا يستحيل وصفه - تعالى - بالفوق ، على المعنى الذي يليق بجلاله لا على المعنى الذي يسبق إلى الوهم من التحديد
السادس : اختلف في فقال مدة الحصار ابن عقبة : بضع عشرة ليلة ، وقال ابن سعد :
خمس عشرة ليلة ، وروى ابن سعد عن علقمة بن وقاص خمسا وعشرين ليلة : ورواه عن أبيه عن ابن إسحاق معبد بن كعب ، ورواه الإمام أحمد عن والطبراني - رضي الله عنها . عائشة
السابع : اختلف في بني قريظة : فعند عدد من قتل من أنهم كانوا ستمائة ، وبه جزم ابن إسحاق : في ترجمة أبو عمر وعند سعد بن معاذ ، ابن عائذ من مرسل كانوا سبعمائة . قتادة :
وقال السهيلي : المكثر يقول : إنهم ما بين الثمانمائة إلى التسعمائة ، وفي حديث عند جابر الترمذي والنسائي بإسناد صحيح أنهم كانوا أربعمائة مقاتل ، فيحتمل في طريق الجمع ، أن يقال إن الباقين كانوا أتباعا ، وقد حكى وابن حبان أنه قيل : إنهم كانوا تسعمائة . ابن إسحاق
الثامن : في شرح غريب القصة .
«رجل رأسه» بفتح الراء والجيم المشددة : سرحه .
المجمرة - بكسر الميم الأولى : المبخرة . [ ص: 21 ]
عذيرك - بفتح العين المهملة وكسر الذال المعجمة وسكون التحتية وفتح الراء أي هات من يعذرك ، فعيل بمعنى فاعل .
دحية - بكسر الدال المهملة وفتحها : وهو الريش .
إثره - بكسر الهمزة وسكون الثاء المثلثة ويجوز فتحها ، وحكى تثليث الهمزة .
الاعتجار بالعمامة : هو أن يلفها على الرأس ، ويرد طرفها على وجهه ولا يعمل منها شيئا تحت ذقنه .
أرى - بضم الهمزة : أظن .
الرحالة - بكسر الراء وتخفيف الحاء المهملة : سرج من جلود ليس فيه خشب ، كانوا يتخذونه للركض الشديد ، والجمع الرحائل .
اللأمة - بالهمزة : الدرع ، وقيل : السلاح . ولأمة الحرب آلته ، وقد يترك الهمز للتخفيف .
الإستبرق : ضرب من الديباج غليظ .
الديباج : فارسي معرب ، وقد تكسر الدال وقد تفتح .
القطيفة : كساء له خمل الماجشون - بكسر الجيم وضم الشين المعجمة : ومعناه الورد .
الثنايا - جمع ثنية : وهي الثنى .
حمراء الأسد : تقدمت في غزوتها .
الجهد : المشقة والتعب .
الصفا - بالقصر : الحجارة ، ويقال : الحجارة الملس .
لأضعضعنها : لأحركنها وأزلزلنها .
ساطعا : مرتفعا .
الزقاق - بضم الزاي وتخفيف القاف وبعد الألف قاف أخرى .
بني غنم - بغين معجمة مفتوحة وسكون النون : بطن من الخزرج من ولد غنم بن مالك بن النجار .
كأني أنظر إلى الغبار : أي أنه مستحضر القصة حتى كأنه ينظر إليها مشخصة له بعد تلك المدة الطويلة .
موكب جبريل - بتثليث الباء ، الفتح بتقدير انظر ، والجر بدل من الغبار ، والضم خبر [ ص: 22 ]
مبتدأ محذوف تقديره هذا موكب جبريل . والموكب : نوع من السير ، وجماعة الفرسان أو جماعة يسيرون وكان السير برفق .
يا خيل الله اركبي» فيه حذف مضاف تقديره : يا فرسان خيل الله اركبي .