الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر رمي بعض المشركين سعد بن معاذ رضي الله عنه

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن سعد ، عن عاصم بن عمرو بن قتادة أن حبان بن قيس بن العرقة رمى سعد بن معاذ بسهم ، فقطع أكحله ، فلما أصابه ، قال : خذها وأنا ابن العرقة . فقال له سعد- ويقال [ ص: 381 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم- : عرق الله وجهك في النار . وقال سعد : اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها ، فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك ، وأخرجوه ، وكذبوه ، اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة ، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة . وقيل : إن الذي أصاب سعدا أبو أسامة الجشمي ، وقيل : خفاجة بن عاصم فالله أعلم . وسيأتي لهذا مزيد بيان في حوادث سنة خمس .

                                                                                                                                                                                                                              وخرجت طليعتان للمسلمين فالتقتا ، ولا يشعر بعضهم ببعض ، ولا يظنون إلا أنهم العدو ، فكانت بينهم جراحة وقتل ، ثم نادوا بشعار المسلمين : «بحم لا ينصرون» ، فكف بعضهم عن بعض ،

                                                                                                                                                                                                                              وجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : «جراحكم في سبيل الله ، ومن قتل منكم فهو شهيد» ،

                                                                                                                                                                                                                              فكانوا بعد ذلك إذا دنا المسلمون بعضهم من بعض نادوا بشعارهم .

                                                                                                                                                                                                                              وكان رجال يستأذنون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يطلعوا إلى أهلهم ،

                                                                                                                                                                                                                              فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

                                                                                                                                                                                                                              «إني أخاف عليكم من بني قريظة» ، فإذا ألحوا يقول : «من يذهب منكم فليأخذ بسلاحه» .

                                                                                                                                                                                                                              وكان فتى حديث عهد بعرس ، فأخذ سلاحه وذهب ، فإذا امرأته قائمة بين البابين فهيأ لها الرمح ليطعنها فقالت : اكفف حتى ترى ما في بيتك فإذا بحية على فراشه ، فركز فيها الرمح فانتظمها فيه ، ثم خرج به فنصبه في الدار ، فاضطربت الحية في رأس الرمح ، وخر الفتى ميتا ، فما يدري أيهما كان أسرع موتا : الفتى أم الحية ؟ فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

                                                                                                                                                                                                                              فقال : إن بالمدينة جنا قد أسلموا ، فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام ، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه ، فإنما هو شيطان
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية