الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيهات

                                                                                                                                                                                                                              الأول : حمراء الأسد بالمد ، قال أبو عبيد البكري : تأنيث أحمر مضاف إلى الأسد ، وهي على ثمانية أميال من المدينة ، على يسار الطريق ، إذا أردت «ذو الحليفة» .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : كان خروج النبي صلى الله عليه وسلم إليها صبيحة يوم الأحد لست عشرة مضت من شوال ، وعند ابن سعد لثمان خلون منه والخلاف عندهم في أحد ، كما سبق .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث : اختلفوا في سبب نزول هذه الآية السابقة . فعن مجاهد وطائفة أنها نزلت في خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى غزوة بدر الموعد . وذهب غيرهم إلى أنها نزلت لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى حمراء الأسد ، واقتضاه صنيع البخاري ورجحه ابن جرير ، ورواه ابن مردويه والخطيب عن ابن عباس ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة وغيرهم .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع :

                                                                                                                                                                                                                              روى سعيد بن منصور والحميدي والشيخان وابن ماجة والحاكم والبيهقي ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة : لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما أصابهم يوم أحد ، وانصرف المشركون ، خاف أن يرجعوا فقال : من يذهب في آثارهم ؟ فانتدب سبعون رجلا كان فيهم أبو بكر والزبير .

                                                                                                                                                                                                                              وعند الطبراني عن ابن عباس : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعمار بن ياسر ، وطلحة ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو حذيفة ، وابن مسعود . [ ص: 314 ]

                                                                                                                                                                                                                              قال في البداية : هذا سياق غريب جدا ، فإن المشهور عند أصحاب المغازي أن الذين خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمراء الأسد كل من شهد أحدا ، وكانوا سبعمائة كما تقدم ، قتل منهم سبعون وبقي الباقون .

                                                                                                                                                                                                                              قلت : الظاهر- والله أعلم- أنه لا تخالف بين قول عائشة وما ذكره أصحاب المغازي ، لأن معنى قولها : «فانتدب منهم سبعون» أنهم سبقوا غيرهم ، ثم تلاحق الباقون ، ولم ينبه على ذلك الحافظ في الفتح .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية