التنبيه الثاني والثمانون :
وقام مقام الأنس ورفع الحجاب وسمع الخطاب ، وكان قاب قوسين أو أدنى لا بالصورة بل بالمعنى ، أن العام العاشر اجتمع فيه اللقاءان : أحدهما : لقاء المناسبة بين المعراج العاشر وهو الرفرف حين لقي الله تعالى وحضر بحضرة القدس البيت وحج الكعبة ووقوف عرفة واللقاء الثاني : بقارب البيت وكانت فيه الوفاة واللقاء والانتقال من دار الفناء إلى دار البقاء والعروج بالروح الكريمة إلى المقعد الصدق وإلى الموعد الحق وإلى الوسيلة وهي المنزلة الرفيعة التي لا تنبغي إلا لعبد واحد اختاره الله تعالى وهو وإكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين ، محمد صلى الله عليه وسلم كما ورد في صحيح الخبر أنه سئل عن الوسيلة فقال : «درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله فأرجو أن أكون إياه
ورجاؤه محقق صلى الله عليه وسلم ، وخاطره موفق .