الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 181 ] الباب السابع في فضائل زمزم

                                                                                                                                                                                                                              اختلفوا لم سميت بذلك؟ فقيل: لكثرة مائها. قال أبو عبيد البكري يقال ماء زمزم وزمزام: أي كثير. وفي "الموعب" لابن التيان : ماء زمزم وزمزام وهو الكثير. وقيل: لتزمزم الماء فيها، وهو حركته. والزمزمة: الصوت يسمع له دوي. وقيل: لاجتماعها. نقل عن ابن هشام .

                                                                                                                                                                                                                              وقال مجاهد رحمه الله تعالى: سميت زمزم، لأنها مشتقة من الهزمة. والهزمة: الغمز بالعقب في الأرض. رواه الفاكهي بسند صحيح.

                                                                                                                                                                                                                              وقيل: لأنها زمت بالميزان لئلا تأخذ يمينا وشمالا. وقال البكري في معجمه: في زمزم لغات: زمزم بفتح أوله وإسكان ثانيه وفتح الزاي الثانية، وزمزم بضم أوله وفتح ثانيه وتشديده وكسر الزاي الثانية، وزمزم بضم أوله وفتح ثانيه بلا تشديد وكسر الزاي الثانية.

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو ذر رضي الله تعالى عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها طعام طعم وشفاء سقم".

                                                                                                                                                                                                                              رواه أبو داود الطيالسي والطبراني والبزار ، ورجاله رجال الصحيح، ورواه مسلم بدون "وشفاء سقم".

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له"..

                                                                                                                                                                                                                              رجاله موثقون، إلا أنه اختلف في إرساله ووصله، وإرساله أصح كما قاله الحافظ .

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام وشفاء سقم". [ ص: 182 ] رواه الطبراني ، ورجاله ثقاة وصححه ابن حبان.

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: "كنا نسميها شباعة، يعني زمزم، ونجدها نعم العون على العيال".

                                                                                                                                                                                                                              رواه الطبراني ورجاله ثقات.

                                                                                                                                                                                                                              وقال أيضا: اشربوا من شراب الأبرار يعني زمزم.

                                                                                                                                                                                                                              رواه الأزرقي .

                                                                                                                                                                                                                              وقال أيضا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يتحف الرجل بتحفة سقاه من ماء زمزم.

                                                                                                                                                                                                                              رواه أبو نعيم في الحلية وصحح الدمياطي إسناده.

                                                                                                                                                                                                                              وقال عباد بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم: لما حج معاوية حججنا معه، فلما طاف بالبيت صلى عند المقام ركعتين، ثم مر بزمزم وهو خارج إلى الصفا ، فقال: انزع لي منها دلوا يا غلام، قال: فنزع له منها دلوا، فأتي به. فشرب، وصب على وجهه ورأسه، وهو يقول: زمزم شفاء وهي لما شرب له.

                                                                                                                                                                                                                              رواه الفاكهي .

                                                                                                                                                                                                                              قال الحافظ : هذا إسناد حسن مع كونه موقوفا، وهو أحسن من كل إسناد وقفت عليه لهذا الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وابن ماجه عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله: "ماء زمزم لما شرب له"

                                                                                                                                                                                                                              ولفظ أحمد "لما شرب منه". [ ص: 183 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية