السابع : في رؤسائهم الأربعة الذين يدبرون أمر الدنيا
روى ابن أبي حاتم في العظمة ، وأبو الشيخ في الشعب عن والبيهقي ابن سابط قال :
يدبر أمر الدنيا أربعة جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل ، فأما جبريل فموكل بالرياح والجنود ، وأما ميكائيل فموكل بالقطر والنبات ، وأما ملك الموت فموكل بقبض الأرواح وأما إسرافيل فهو ينزل بالأمر عليهم .
وروى عن أبو الشيخ ابن سابط قال : في أم الكتاب كل شيء هو كائن إلى يوم القيامة ، ووكل ثلاثة من الملائكة أن يحفظوه ، فوكل جبريل بالكتاب أن ينزل به إلى الرسل ووكله أيضا بالهلكات ، إذا أراد الله أن يهلك قوما ، ووكله بالنصر عند القتال ، ووكل ميكائيل بالحفظ وبالقطر ونبات الأرض ، ووكل ملك الموت بقبض الأنفس فإذا ذهبت الدنيا جمع من حفظهم وقابل أم الكتاب فيجدونه سواء .
وروى البيهقي والطبراني وأبو الشيخ - رضي الله تعالى عنهما- قال بينا [ ص: 490 ] رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ومعه ابن عباس جبريل بناحية إذ انشق أفق السماء فأقبل جبريل يتضاءل ، ويدخل بعضه في بعض ويدنو من الأرض ، فإذا ملك قد مثل بين يدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويخيرك بين أن تكون نبيا ملكا ، أو نبيا عبدا ، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأشار إلي جبريل بيده أن تواضع ، فعرفت أنه ناصح ، فقلت له : نبيا عبدا ، فعرج ذلك الملك إلى السماء ، فقلت : يا جبريل قد كنت أردت أن أسألك عن هذا ، فرأيت من حالك ما شغلني عن المسألة ، فمن هذا يا جبريل ؟ قال : هذا إسرافيل خلقه الله يوم خلقه بين يديه صافا قدميه ، لا يرفع طرفه بينه وبين الرب سبعون نورا ، ما منها نور يدنو منه إلا احترق ، بين يديه اللوح المحفوظ ، فإذا أذن الله بشيء في السماء أو في الأرض ارتفع ذلك اللوح فضرب جبهته فينظر فيه ، فإذا كان من عملي أمرني به ، وإذا كان من عمل ميكائيل أمره به ، وإن كان من عمل ملك الموت أمره به ، قلت : يا جبريل على أي شيء أنت قال : على الرياح والجنود ، قلت : على أي شيء ميكائيل قال على النبات والقطر ، قلت : على أي شيء ملك الموت قال :
على قبض الأنفس . وما ظننت أنه هبط إلا بقيام الساعة ، وما ذاك الذي رأيت مني إلا خوفا من قيام الساعة . عن
وروى في العظمة عن أبو الشيخ - رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : جابر بن عبد الله «إن أقرب الخلق من الله جبريل وميكائيل وإسرافيل ، وإنهم من الله لمسيرة خمسين ألف سنة ، جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن الأخرى ، وإسرافيل بينهما .
وروى عن أبو الشيخ وهب قال : هؤلاء الأربعة أملاك جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ، أول من خلقهم الله تعالى من الخلق ، وآخر من يميتهم ، وأول من يحييهم هم المدبرات أمرا والمقسمات أمرا .
وروى عن أبو الشيخ خالد بن أبي عمران . قال : جبريل أمين الله إلى رسله ، وميكائيل يتلقى الكتب التي ترفع من أعمال الناس ، وإسرافيل بمنزلة الحاجب .
وروى عن أبو الشيخ عكرمة بن خالد أن رجلا قال : يا رسول الله أي الملائكة أكرم على الله تعالى ؟ قال : لا أدري فجاءه جبريل فقال : يا جبريل أي الخلق أكرم على الله قال : لا أدري فعرج جبريل ثم هبط ، فقال : جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ، فأما جبريل فصاحب الحرب وصاحب المرسلين ، وأما ميكائيل فصاحب كل قطرة تسقط وكل ورقة تسقط وكل حبة تنبت ، وأما ملك الموت فهو موكل بقبض روح كل عبد في بر أو بحر ، وأما إسرافيل فأمين الله تعالى بينه وبينهم .
وروى الطبراني عن والحاكم أبي المليح عن أبيه
الفجر فصلى قريبا منه ، فصلى النبي- صلى الله عليه وسلم- ركعتين خفيفتين ، فسمعته يقول : اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ومحمد أعوذ بك من النار ثلاث مرات . أنه صلى مع النبي- صلى الله عليه وسلم- ركعتي [ ص: 491 ]
وروى في الزهد عن أحمد - رضي الله تعالى عنها- عائشة جبريل وميكائيل وإسرافيل - عليهم الصلاة والسلام- . أن النبي- صلى الله عليه وسلم- أغمي عليه ورأسه في حجرها ، فجعلت تمسح وجهه وتدعو له بالشفاء ، فلما أفاق قال : لا . بل اسألي الله الرفيق الأعلى مع