الثالث : في . وجوب الإيمان بهم
قال الله سبحانه وتعالى : آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله قال النبي صلى الله عليه وسلم في جبريل لما سأله عن الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ورسله قال الحافظ حديث أبو بكر البيهقي - رحمه الله تعالى- في «شعب الإيمان» ، : والإيمان بالملائكة ينتظم معاني
أحدها : التصديق بوجودهم .
والثاني : إنزالهم منازلهم ، وإثبات أنهم عباد الله وخلقه ، كالإنس والجن ، مأمورون مكلفون ، لا يقدرون إلا على ما يقدرهم الله تعالى عليه ، والموت عليهم جائز ، ولكن الله تعالى جعل لهم أمدا بعيدا ، فلا يتوفاهم حتى يبلغوه ، ولا يوصفون بشيء يؤدي وصفهم به إلى إشراكهم بالله تعالى جده ولا يدعون آلهة كما دعتهم الأوائل .
والثالث : الاعتراف بأن منهم رسلا يرسلهم الله إلى من يشاء من البشر ، وقد يجوز أن يرسل بعضهم إلى بعض ويتبع ذلك الاعتراف بأن منهم حملة العرش ، ومنهم الصافون ، ومنهم خزنة الجنة ، ومنهم خزنة النار ، ومنهم كتبة الأعمال ، ومنهم الذين يسوقون السحاب ، فقد ورد القرآن بذلك كله أو بأكثره . [ ص: 486 ]
وروينا عن عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عمر . عن النبي- صلى الله عليه وسلم- حين سئل عن الإيمان ، فقال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله
وقال الإمام كمال الدين ابن الزملكاني - رحمه الله تعالى- : وبهذا الترتيب المذكور في الآية سر لطيف ، وذلك لأن الفوز والكمال والرحمة والخير كله مضاف إلى الله سبحانه وتعالى ومنه والوسائط في ذلك الملائكة ، والقابل لتلك الرحمة هم الأنبياء والرسل ، فلا بد أولا ، من أصل ، وثانيا : من وسائط ، وثالثا : من حصول تلك الرحمة ، ورابعا : من وصولها إلى القابل لها بالأصل المفيض للخيرات والرحمة من الله تعالى ، ومن أعظم رحمة رحم بها عباده إنزال كتبه إليهم ، والموصل لها هم الملائكة ، والقابل لها المنزل عليهم هم الأنبياء ، فجاء الترتيب كذلك بحسب الواقع .