الباب الأربعون في المهاجر بن أمية - رضي الله تعالى عنه- إلى الحارث بن عبد كلال الحميري إرساله- صلى الله عليه وسلم-
هو المهاجر بن أبي أمية حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي ، شقيق له في قتال الردة أسر كبير أم سلمة زوج النبي- صلى الله عليه وسلم- بعثه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى الحارث بن عبد كلال الأصغر ابن سعد بن غريب بن عبد كلال الأوسط الحميري وأمره أن يقرأ عليه [البينة 1] لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب فلما قدم عليه قرأها عليه ، قال له : يا حارث ، إنك أنت أعظم الملوك ، قد أفاد أسرك ، فخف غدك ، وقد كان قبلك ملوك ذهبت أثارها وبقيت أخبارها ، عاشوا طويلا وأملوا بعيدا ، وتزودوا قليلا ، منهم من أدركه الموت ، ومنهم من أكلته النقم ، وإني أدعوك إلى الرب الذي إن أردت الهدى لم يمنعك ، وإن أرادك لم يمنعك منه أحد ، أدعوك إلى النبي الأمي ، الذي ليس شيء أحسن مما يأمر به ، ولا أقبح مما ينهى عنه ، واعلم أن لك ربا يميت الحي ويحيي الميت ، وما تخفي الصدور ، فأجابه الحارث بأنه سينظر في أمره ، وتقدم في الوفود مقدمه وقومه مسلمين .
قال أبو الربيع : وتوجيه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى الملوك إنما كان بعد انصرافه من الحديبية ، آخر سنة ست ، وأول سنة سبع ، فلعل المهاجر- والله تعالى أعلم- توجه إلى الحارث ابن عبد كلال فصادف منه يومئذ ترددا ثم جلا الله عنه العمى ، فعند ذلك أرسل هو وأصحابه بإسلامهم إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وبذلك يجتمع الخيران . [ ص: 373 ]