الخمسون .
وبأنه نزل على سبعة أحرف .
الحادية والخمسون .
ومنه سبعة أبواب .
روى الشيخان عن رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف» . «أقرأني
وروى عن مسلم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي بن كعب إبراهيم عليه الصلاة والسلام» . «إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف ، فرددت إليه أن يا رب هون على أمتي ، فأرسل إلي أن أقرأ على حرفين ، فرددت إليه ، فقلت : يا رب هون على أمتي ، فرد الثالثة ، وما زلت كذلك حتى قيل لي : اقرأ على سبعة أحرف ، ولك بكل ردة رددتها مسألة تسألنيها ، فقلت : اللهم اغفر لأمتي ، اللهم اغفر لأمتي . وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى
وروى الحاكم عن والبيهقي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن مسعود . «كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد ، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف ، زجر وأمر وحلال وحرام ، ومحكم ومتشابه وأمثال»
تنبيه :
ليس المراد بالسبعة الأحرف سبع قراءات ، فإن ذلك- كما قال أبو شامة- خلاف إجماع أهل العلم قاطبة ، وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل ، بل المراد سبعة أوجه من المعاني المتفقة بألفاظ مختلفة؛ نحو «أقبل» «وتعال» «وهلم» «وأسرع» وإلى هذا ذهب أبو [ ص: 289 ]
عيينة وابن جرير وابن وهب وخلائق ، ونسبه أبو عمرو لأكثر العلماء .
وقيل المراد : سبع لغات ، وإلى هذا ذهب أبو عبيدة وثعلب والأزهري وآخرون واختاره ابن عطية ، وصححه في الشعب ، وتعقب بأن لغات العرب أكثر من سبعة وأجيب بأن المراد أفصحها . البيهقي
قال ليس المراد أن كل كلمة تقرأ على سبع لغات ، بل اللغات السبع مفرقة فيه ، فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل ، وبعضه بلغة هوازن ، وبعضه بلغة اليمن وغيرهم [قال : وبعض اللغات أسعد بها من بعض ، وأكثر نصيبا] . أبو عبيدة :
قال والمراد بالسبعة الأحرف في حديث البيهقي : رضي الله عنه الأنواع التي نزل عليها ، والمراد بها في تلك الأحاديث اللغات التي يقرأ بها . ابن مسعود
وقال غيره : من أول الأحرف السبعة بهذا فهو تأويل فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه أو حلالا لا ما سواه ، ولأنه لا يجوز أن يكون القرآن على أنه حلال كله أو حرام كله أو أمثال كله .
وقال ابن عطية : هذا القول ضعيف؛ لأن الإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تحريم حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة .
وقال أبو علي الأهوازي وأبو العلاء الهمداني : أشهد أن قوله في الحديث «زاجر وآمر» الخ . استئناف كلام آخر ، أي هو زاجر؛ أي القرآن ، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة ، وإنما توهم [ ص: 290 ] ذلك من جهة الاتفاق في العدد ، ويؤيده أن في بعض طرقه زاجرا وآمرا بالنصب؛ أي نزل على هذه الصفة في الأبواب السبعة .
وقال أبو شامة : يحتمل أن يكون التفسير المذكور للأبواب لا للأحرف أي هي سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه؛ أي أنزله الله على هذه الأصناف لم يقتصره منها على صنف واحد كغيره من الكتب ، وفي هذه المسألة نحو أربعين قولا سردها الشيخ في الإتقان في النوع السادس عشر .
الثانية والخمسون .
وأنه نزله بكل لغة . عد هذا ابن النقيب ، قلت : وكذا رواه عن ابن أبي شيبة أبي ميسرة والضحاك ، عن وابن المنذر قال وهب بن منبه ، أبو عمرو في التمهيد : قول من قال : إن القرآن نزل بلغة قريش معناه عندي في الأغلب ، والله أعلم؛ لأن غير لغة قريش موجودة في جميع القراءات من تحقيق الهمزات ونحوها ، وقريش لا تهمز .
وقال الشيخ جمال الدين بن مالك : أنزل الله تعالى القرآن بلغة الحجازيين إلا قليلا؛ فإنه نزل بلغة التميميين كالإدغام في يشاقق الله [الأنفال 13] وفي من يرتد منكم عن دينه [المائدة 54] ، فإن إدغام المجزوم لغة تميم؛ ولهذا قيل : الفك لغة الحجاز ، وهذا أكثر نحو وليملل [البقرة 282] يحببكم الله [آل عمران 31] يمددكم [آل عمران 125] اشدد به أزري [طه 31] ومن يحلل عليه غضبي [طه 81] قال : وقد أجمع القراء على نصب إلا اتباع الظن [النساء 157] ؛ لأن لغة الحجاز بين التزام النصب في المنقطع كما أجمعوا على نصب ما هذا بشرا [يوسف 31] ؛ لأن لغتهم إعمال «ما» ، وزعم في قوله تعالى : الزمخشري قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله [النمل 65] أنه استثناء منقطع جاء على لغة بني تميم .
وقال أبو بكر الواسطي في «الإرشاد في القراءات العشر» في القرآن من اللغات خمسون لغة ، وسردها الشيخ ، وذلك في الإتقان في النوع السابع والثلاثين .
تنبيه :
اختلف هل وقع في القرآن شيء بغير لغة العرب ، فالأكثرون ومنهم الإمام الشافعي وابن جرير وأبو عبيدة والقاضي أبو بكر وابن فارس إلى عدم وقوع ذلك فيه ، بقوله تعالى : [ ص: 291 ] قرآنا عربيا [يوسف 2] وقوله ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا : لولا فصلت آياته ، أأعجمي وعربي [فصلت 44] وقد شدد التنكير على القائل بذلك . الشافعي
وقال إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين ، فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول ، ومن زعم أن كذا بالنبطية فقد أكبر القول . أبو عبيدة :
وقال ابن فارس : لو كان فيه من لغة غير العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله؛ لأنه أتى بلغات لا يعرفونها .
وقال ما ورد عن ابن جرير : وغيره في تفسير ألفاظ من القرآن بالفارسية أو (الحبشية) أو النبطية أو نحو ذلك إنما اتفق فيها توارد اللغات ، فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة بلفظ واحد . ابن عباس
وقال آخرون : كل هذا الألفاظ عربية صرفة ، ولكن لغة العرب متسعة جدا ، ولا يبعد أن يخفى على الأكابر الجلة ، وقد خفي على معنى «فاطر» و «فاتح» . ابن عباس
وقال في الرسالة : لا يحيط باللغة إلا نبي . الشافعي
وذهب آخرون إلى وقوع ذلك في القرآن ، وقد بسط الكلام على ذلك الشيخ في الإتقان . [ ص: 292 ]
[ ص: 293 ] [ ص: 294 ]
[ ص: 295 ] [ ص: 296 ]
[ ص: 297 ]
الثالثة والخمسون .
وجعل بقراءته لكل حرف عشر حسنات . عد هذا الزركشي .
قلت :
روى في تاريخه البخاري والترمذي ومحمد بن نصر وأبو جعفر النحاس والحاكم عن والبيهقي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن مسعود والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف» «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، ولفظ ابن نصر والنحاس : ولكن ألف عشر ، ولام عشر ، وميم عشر ، فتلك ثلاثون .
الرابعة والخمسون .
ويتفضل القرآن على سائر الكتب المنزلة بثلاثين خصلة لم تكن في غيره ، قاله صاحب التحرير . قلت : ونقله الشيخ في الكبرى عن الإمام الرازي .
الخامسة والخمسون .
وبأنه نزل مع بعضه ما سد الأفق .
روى في «معجمه» الإسماعيلي وصححه عن والحاكم رضي الله عنه قال : جابر لما أنزلت سورة الأنعام سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق» .
وروى الطبراني عن وابن مردويه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر . [ ص: 298 ] «نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد»
وروى الطبراني عن وابن المنذر رضي الله عنهما قال : ابن عباس بمكة ليلا جملة ، وحولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح . نزلت سورة الأنعام
وروى الإمام أحمد ومحمد بن نصر بسند صحيح عن والطبراني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : معقل بن يسار نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا استخرجت «البقرة سنام القرآن وذروته ، الله لا إله إلا هو الحي القيوم [البقرة 255] من تحت العرش فوصلت بها .
وروى عن الطبراني أنس عن وابن المنذر أبي جحيفة عن وعبد بن حميد ابن المنكدر والفريابي عن وابن راهويه شهر بن حوشب عن وابن مردويه ابن مسعود والطبراني عن وابن مردويه أسماء بنت يزيد والبيهقي عن والخطيب نحوه ، ولم يقف الإمام علي النووي على هذه الأحاديث ، فأنكر نزول الأنعام جملة ، وتعقبه الحافظ في أماليه رحمه الله تعالى . وهذه المسألة من زياداتي ، والله تعالى أعلم .
السادسة والخمسون .
وبأنه دعوة وحجة ولم يكن لمثل هذا النبي قط منهم إنما يكون لكل نبي منهم دعوة ، ثم تكون له حجة غيرها ، وقد جمعها الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن ، فهو دعوة بمعانيه حجة بألفاظه ، وكفى الدعوة شرفا أن تكون حجتها معها ، وكفى الحجة شرفا أن لا تفصل الدعوة عنها . قاله رحمه الله تعالى . الحليمي
السابعة والخمسون .
وبأنه أعطي من كنز العرش ولم يعط أحد منه .
الثامنة والخمسون .
وبالفاتحة .
التاسعة والخمسون .
وبآية الكرسي .