الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الخامس والعشرون بعض آيات وقعت لعاصم بن ثابت

                                                                                                                                                                                                                              روى الحسن بن سفيان في مسنده من طريق رفاعة بن الحجاج عن أبيه عن الحسين ابن السائب قال : لما كانت ليلة العقبة أو ليلة بدر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن معه : «كيف تقاتلون ؟ » فقام عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، فأخذ القوس والنبل ، وقال : إذا كان القوم قريبا من مائتي ذراع كان الرمي وإذا دنوا حتى تنالهم الرماح كانت المداعسة حتى تقصف ، فإذا تقصفت وضعناها وأخذنا بالسيوف وكانت المجالدة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «هكذا نزلت الحرب ، من قاتل فليقاتل كما يقاتل عاصم» .

                                                                                                                                                                                                                              [وفي الصحيحين من طريق عمرو بن أبي سفيان عن أبي هريرة قال : [ ص: 251 ]

                                                                                                                                                                                                                              بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية وأمر عليهم عاصم بن أبي الأقلح . . الحديث بطوله في قصة خبيب بن عدي ، وفيه قصة طويلة وفيه أن عاصما قال : لا أنزل في ذمة مشرك وكان قد عاهد الله أن لا يمس مشركا ولا يمسه مشرك ، فأرسلت قريش ليؤتوا بشيء من جسده ، وكان قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر ، فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر فحمته منهم؛ ولذلك كان يقال : حمي الدبر ، وفي هذه القصة يقول حسان :


                                                                                                                                                                                                                              لعمري لقد ساءت هذيل بن مدرك أحاديث كانت في خبيب وعاصم     أحاديث لحيان صلوا بقبيحها
                                                                                                                                                                                                                              ولحيان ركابون شر الجرائم

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية