الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السابع والثلاثون في إخباره صلى الله عليه وسلم بخروج الدجال وفيه أنواع

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في كثرة المطر وقلة النبات قبله وتحذيره صلى الله عليه وسلم منه .

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو يعلى والبزار برجال ثقات عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يكون أمام الدجال سنون خوادع ، يكثر فيها المطر ، ويقل فيها النبات ويكذب فيها الصادق ، ويصدق فيها الكاذب ، ويؤمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويضة» ، قيل : يا رسول الله ، وما الرويضة ؟ قال : «من لا يؤبه له» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطيالسي وابن أبي شيبة ، والحميدي والإمام أحمد والحارث وأبو يعلى عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا كان قبل خروج الدجال بثلاث سنين حبست السماء ثلث قطرها ، وحبست الأرض ثلث نباتها ، فإذا كانت الثانية حبست السماء ثلثي قطرها ، وحبست الأرض ثلثي نباتها ، فإذا كانت السنة الثالثة حبست السماء قطرها كله ، وحبست الأرض نباتها كله ، فلا يبقى ذو خف ولا ظلف إلا هلك» . .

                                                                                                                                                                                                                              الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه :

                                                                                                                                                                                                                              قالوا : يا رسول الله ، ما يجزئ المؤمنين يومئذ ؟ قال : «يجزئ المؤمنين ما يجزئ الملائكة من التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد» . ثم قال : «لا تبكوا ، فإن يخرج الدجال ، وأنا فيكم فأنا حجيجه ، وإن يخرج بعدي ، فالله خليفتي على كل مسلم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد برجال ثقات وأبو يعلى عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر جهدا شديدا يكون بين يدي الدجال ، فقلت : يا رسول الله ، ما يجزئ المؤمن يومئذ من الطعام ؟ قال : «التسبيح والتهليل» قلت : فأي المال يومئذ خير ؟ قال : «غلام شديد يسقي أهله من الماء ، أما الطعام فلا طعام» . [ ص: 174 ]

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : فيما يقوله من رأى الدجال .

                                                                                                                                                                                                                              روى أحمد بن منيع برجال ثقات والإمام أحمد والحاكم عن أبي قلابة عن هشام بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إن رأس الدجال من ورائه حبك حبك ، وإنه سيقول : أنا ربكم ، فمن قال : أنت ربي افتتن ، ومن قال : كذبت ، ربي الله وعليه توكلت وإليه أنيب ، فلا يضره . أو قال : ولا فتنة عليه» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية