الباب الخامس والعشرون في حاطب إلى أهل مكة إخباره صلى الله عليه وسلم بكتاب
روى ابن إسحاق والبيهقي رضي الله عنه قال : لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسير إلى عروة مكة كتب إلى حاطب بن أبي بلتعة قريش يخبرهم بالذي أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه من المسير إليهم ثم أعطاه امرأة من مزينة ، وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرونها وخرجت به ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب ، فبعث علي بن أبي طالب فقال : «أدركا امرأة قد كتب معها والزبير بن العوام ، حاطب كتابا إلى قريش يحذرهم» . عن
وروى الشيخان رضي الله عنه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا علي والزبير والمقداد ، فقال : «انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ، فإن بها ظعينة معها كتاب ، فخذوه منها» ، قال : فانطلقنا تعادي بنا خيلنا حتى أتينا الروضة ، فإذا نحن بالظعينة ، قلنا لها : أخرجي الكتاب ، قالت : ما معي كتاب ، فقلنا : لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب ، قال : فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه : من إلى أناس حاطب بن أبي بلتعة بمكة من [ ص: 65 ] المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا حاطب ، ما هذا ؟ !» قال : يا رسول الله ، لا تعجل علي ، إني كنت امرأ ملصقا في قريش ، يقول : كنت حليفا ولم أكن من أنفسها ، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم وأموالهم ، فأحببت أن تكون إذ فاتني ذاك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي ، ولم أفعله ارتدادا عن ديني ، ولا رضى بالكفر بعد الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أما إنه قد صدقكم» ، فقال يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق ، فقال : «إنه شهد عمر : بدرا ، وما يدريك ، لعل الله اطلع على من شهد بدرا ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم!» فأنزل الله تعالى هذه الآية :
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة إلى قوله :
فقد ضل سواء السبيل عن
[الممتحنة 1] .