الثاني : في رده صلى الله عليه وسلم من لم يستأذن أبويه
وروى عن أبو داود أبي سعيد بن مالك الخدري -رضي الله تعالى عنهما- ارجع إليهما ، فاستأذنهما ، فإن أذنا لك فجاهد ، وإلا فبرهما . أن رجلا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن ، فقال : هل لك أحد ممن باليمن فقال : أبواي ؟ فقال : أذنا لك ؟ قال : لا ، قال :
وروى الإمام أحمد عن والنسائي معاوية بن جاهمة السلمي جاهمة جاء إلى رسول [ ص: 107 ] الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني أردت الغزو وجئتك أستشيرك ، فقال : هل لك من أم ؟ قال : نعم ، فقال : الزمها ، فإن الجنة تحت رجليها . أن
وروى البخاري عن والنسائي -رضي الله تعالى عنهما- قال : عبد الله بن عمرو بن العاص جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد ، فقال : أحي والداك ؟ قال : نعم ، فقال : ففيهما فجاهد .
وروى عن الطبراني -رضي الله تعالى عنهما- قال عبد الله بن عمر بن الخطاب جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أريد أن أبايعك على الجهاد ، فقال : أحي والداك ؟ قال : نعم ، قال : ففيهما فجاهد .
وروى برجال الصحيح عن الطبراني ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا كان الغزو على باب البيت فلا تذهب إلا بإذن أبويك» .
الثالث : في أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الغزو إلى موضع ورى بغيره
وروى الشيخان عن -رضي الله تعالى عنه- قال : كعب بن مالك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها ، حتى كانت غزوة تبوك فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد ، واستقبل سفرا بعيدا ومفازا ، واستقبل غزو عدو كثير ، فجلى للمسلمين أمر هذه ، ليتأهبوا أهبة غزوهم ، وأخبرهم بوجه الذي يريده .
ورواه عنه بلفظ : ابن ماجه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا ناحية ورى بغيرها .
الرابع : في آدابه صلى الله عليه وسلم إذا لم يغز بنفسه
روى عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قالا : الإمام أحمد كعب بن الأشرف . مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد ، ثم وجههم ، ثم قال : انطلقوا على اسم الله ، ثم قال : اللهم أعنهم ، يعني النفر الذين وجههم إلى
وروى الإمام أحمد عن والبيهقي سهل بن معاذ ، عن أبيه -رضي الله تعالى عنهما- أن [ ص: 108 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لأن أشيع غازيا ، فأكفه على رحله غدوة أو روحة أحب إلي من الدنيا وما فيها» .
وروى برجال ثقات الإمام أحمد عن والطبراني جبلة بن حارثة -رضي الله عنه- قال : وأسامة . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يغز أعطى سلاحه عليا
وروى الإمام أحمد والبزار وأبو يعلى عن والطبراني -رضي الله عنهما- قال : ابن عباس «اخرجوا بسم الله ، تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله ، لا تغدروا لا تمثلوا ولا تغلوا ، ولا تقتلوا الولدان» . وفي لفظ : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيوشه ، قال : «وليدا ولا شيخا ولا أصحاب الصوامع» .
وروى برجال ثقات عن البزار -رضي الله عنه- ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عبد الرحمن بن عوف أن يتجهز لسرية أمره عليها ، فأصبح قد اعتم بعمامة كرابيس سوداء ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نقضها فعمه ، فأرسل من خلفه أربع أصابع ، فقال : هكذا يا ابن عوف فاعتم ، فإنه أعرب وأحسن ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا أن يدفع إليه اللواء ، ثم حمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : اغزوا جميعا في سبيل الله ، فقاتلوا من كفر بالله ولا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، فهذا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم منتشر فيكم .
وروى الإمام أحمد وأبو داود وحسنه والترمذي عن وابن حبان -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس خير الصحابة أربعة ، وخير السرايا أربعمائة ، وخير الجيوش أربعة آلاف ، ولن يغلب اثنا عشر من قلة .