الباب السادس في عدله -صلى الله عليه وسلم- بين نسائه وقسمه لهن
وروى أبو داود والنسائي عن وابن ماجه -رضي الله تعالى عنها- قالت : عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل ، فيقول : اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ، يعني القلب .
وروى الإمام أحمد عنها أيضا قالت وأبو داود عائشة : حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، يومي لعائشة فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك منها . سودة بنت زمعة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا ، وكان قل يوم إلا وهو يطوف علينا جميعا ، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس ، حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها ، ولقد قالت
وروى الشيخان عنها قالت : وفي لفظ : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا ، زاد إذا أراد أن يخرج أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ، وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها ، غير البخاري : وهبت يومها وليلتها سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تبتغي بذلك رضا الرسول صلى الله عليه وسلم . لعائشة أن
وروى الشيخان عنها فأذن له أزواجه يكون حيث شاء ، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها ، قالت عائشة : مات في اليوم الذي كان يدور عليهم فيه في بيتي . عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه : أين أنا غدا ؟ أين أنا غدا ؟ مرتين ، يريد يوم
وروى عن مسلم -رضي الله تعالى عنه- قال : أنس فجاءت عائشة ، زينب ، فمد يده إليها ، فقالت : هذه زينب ، فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ، فتقاولتا حتى استخبتا ، وأقيمت الصلاة ، فمر على ذلك فسمع أصواتهما ، فقال : اخرج يا رسول الله إلى الصلاة ، واحث في أفواههن التراب ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 66 ] فقالت أبو بكر الآن يقضي رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته ، فيجيء عائشة : فيفعل بي ويفعل ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته ، أتاها أبو بكر ، فقال لها قولا شديدا وقال : أتصنعين هذا . أبو بكر ، كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسع نسوة ، فكان إذا أقسم بينهن لا ينتهي إلى المرأة الأولى إلا في تسع ، فكن يجتمعن في بيت التي يأتيها ، فكان في بيت
وروى الشيخان عنه قال : وفي لفظ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاة العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن «فيدنو منهن» .
وروى أبو يعلى بسند جيد عن والطبراني -رضي الله تعالى عنه- قال : أبي هريرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا قرع بين نسائه ، فأصابت القرعة عائشة في غزوة بني المصطلق .
وروى مسدد برجال ثقات عن جعفر بن محمد -رحمه الله تعالى- عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل إلى نسائه وهو مريض فيعدل بينهن في القسم .
وروى محمد بن يحيى بن أبي عمر بن أبي سلمة ، عن -رضي الله تعالى عنهما- عمر بأم سلمة قال : إن شئت سبعت لك وسبعت لنسائي . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بنى
وروى بسند جيد عن الإمام أحمد -رضي الله عنهما- قال عبد الله بن عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج البكر أقام عندها ثلاثا .
وروى الإمام أحمد عن وأبو داود -رضي الله تعالى عنه- قال : أنس إذا تزوج البكر على الثيب أقام عندها سبعا ، إذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثا .
وروى عن مسلم -رضي الله تعالى عنها- أم سلمة أقام عندها ثلاثا ، وقال : إنك ليس لك على أهلك هوان ، إن شئت سبعت لك وإن شئت سبعت لنسائي ، وإن شئت ثلاثة ثم درت ، قالت ثلاثة . أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوج
وروى الشيخان عن -رضي الله تعالى عنها- عائشة رضي الله [ ص: 67 ] تعالى عنها- وهبت يومها سودة بنت زمعة- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم لعائشة ، سودة . أن
وروى الإمام أحمد زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حج بنسائه حتى إذا كان ببعض الطريق نزل رجل فساق بهن ، يعني النساء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كذلك سوقك بالقوارير ، يعني بالنساء ، فبينما هم يسيرون برك صفية بنت حيي بصفية جملها ، وكانت من أحسنهن ظهرا ، فبكت ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبر بذلك ، فجعل يمسح دموعها ، وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها ، فلما أكثرت زجرها وانتهرها ، وأمر الناس فنزلوا ، ولم يكن يريد أن ينزل ، قالت : فنزلوا ، وكان يومي ، فلما نزلوا ضرب خباء النبي صلى الله عليه وسلم ، ودخل فيه ، فلم أدر علام أهجم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخشيت أن يكون في نفسه شيء ، فانطلقت إلى فقلت لها : تعلمين أني لم أكن أبيع يومي من رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء أبدا ، وإني قد وهبت يومي لك على أن ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عني ، قالت : نعم ، قالت : فأخذت عائشة ، خمارا لها قد ثردته بزعفران ورشته بالماء لتزكي ريحه ، ثم لبست ثيابها ، ثم انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعت طرف الخباء ، فقال لها : ما لك يا عائشة إن هذا ليس يومك ، قالت : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، فقال مع أهله ، فلما كان عند الرواح ، قال عائشة ، لزينب بنت جحش : أفقري لأختك صفية جملا ، وكانت من أكثرهن ظهرا ، فقالت : أنا أفقر يهوديتك ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منها ، فهجرها ، فلم يكلمها حتى قدم مكة ، وأيام منى من سفره حتى رجع إلى المدينة ، والمحرم وصفرا ، فلم يأتها ولم يقسم لها ، فأيست منه ، فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأت ظله ، فقالت : إن هذا الظل ظل رجل وما يدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فمن هذا ؟
فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأته ، قالت : رسول الله! ما أدري ما أصنع حين دخلت علي ، وكانت لها جارية تخبئها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : فلانة لك ، فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سرير زينب ، وكان قد رفع فوضعه بيده ، ثم أصاب أهله ، وتقدم بعضه في باب طلاقه . عن