الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثاني في سيرته -صلى الله عليه وسلم- في الصداق

                                                                                                                                                                                                                              روى مسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن -رحمه الله تعالى- قال : سألت عائشة -رضي الله تعالى عنها- كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : كان صداقه لزوجه ثنتي عشرة أوقية ونشا ، وقالت : تدري ما النش ؟ قال : قلت : لا ، قالت : نصف أوقية ، فتلك خمسمائة درهم ، فهذا صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والأربعة والترمذي وقال : حسن غريب ، عن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- قال : ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نكح شيئا من نسائه ولا نكح شيئا من بناته على أكثر من ثنتي عشرة أوقية .

                                                                                                                                                                                                                              وروى سعيد بن منصور وأبو يعلى بسند جيد عن مسروق -رحمه الله تعالى- أن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- قال : أيها الناس ما أكثركم في صداق النساء . وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وإنما الصدقات فيما بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              وذكر الحديث ، وسيأتي بتمامه في مناقب عمر رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم على متاع يساوي أربعين درهما .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى والطبراني عن أنس -رضي الله تعالى عنه- والطبراني عن أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنهما- قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة على متاع بيت قيمته عشرة دراهم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والشيخان عن أنس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اصطفى صفية بنت حيي فاتخذها لنفسه وخيرها بين أن يكون زوجها أو يلحقها بأهلها فاختارت أن يعتقها ، وجعل عتقها صداقها .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 49 ] وروى الأئمة عن سهل بن سعد -رضي الله تعالى عنه- قال جاءت امرأة فقالت : يا رسول الله ، جئت أهب نفسي لك ، فقامت طويلا ، فقام رجل فقال : يا رسول الله زوجنيها إن لم تكن لك بها حاجة ، فقال : هل عندك من شيء تصدقها ؟ قال : ما عندي إلا إزاري هذا . الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الدارقطني عن ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه- أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، رأ في رأيك فقال : من ينكح هذه ؟ فقام رجل عليه بردة عاقدها في عنقه ، فقال : أنا يا رسول الله ، فقال : ألك مال ؟ قال : لا ، يا رسول الله ، قال : اجلس ، ثم جاءت مرة أخرى ، فقالت : يا رسول الله ، رأ في رأيك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من ينكح هذه» ؟ فقام ذلك الرجل ، فقال : أنا يا رسول الله ، فقال : ألك مال ؟ قال : لا ، يا رسول الله ، فقال : اجلس ، ثم جاءت الثالثة ، فقالت يا رسول الله رأ في رأيك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ينكح هذه ؟ فقام ذلك الرجل ، فقال : أنا يا رسول الله ، فقال ألك مال ؟ قال : لا ، يا رسول الله ، قال : فهل تقرأ من القرآن شيئا ؟ قال : نعم ، سورة البقرة وسورة فصلت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد أنكحتكها على أن تقرئها وتعلمها ، وإذا رزقك الله تعالى عوضتها ، فتزوجها الرجل على ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والترمذي والبيهقي عن عامر بن ربيعة -رضي الله تعالى عنه- أن رجلا من بني فزارة [أتى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه امرأة له فقال : إني تزوجتها بنعلين ، فقال لها : أرضيت ؟ فقالت : نعم ، ولو لم يعطني لرضيت ، قال : شأنك وشأنها] .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية