الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السابع في شرائه صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والشيخان والنسائي وابن ماجه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت : اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من يهودي وأعطاه درعه رهنا . وفي رواية : رهنه درعا من حديد .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والبخاري والبزار عن أنس قال : لقد رهن رسول الله صلى الله عليه وسلم درعا له من يهودي بالمدينة ، وأخذ منه عشرين صاعا من طعام . وفي لفظ : «من شعير» لأهله .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والترمذي وصححه النسائي وابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال : قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن درعه مرهون عند يهودي على ثلاثين صاعا من شعير أخذها رزقا لعياله .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام الشافعي عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رهن درعه عند أبي الشحم اليهودي .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وابن ماجه عن أسماء بنت يزيد قالت : «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم توفي ودرعه مرهون عند رجل من يهود» قريش من شعبة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحارث عن أبي زرعة بن عمر ، وابن جرير أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه تمرا ، فاستنظره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أن ينتظره ، فانتهره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أحرج عليك أن أخرج من المدينة وأنا أطلبك منه بشيء ، فإني والله لا أرجع إلى أرضي حتى ينتهب منها أكثر مما أطلبك به ، فأرسل إلى امرأة من بني سليم يقال لها : جدامة ، يستلفها تمرا ، فقالت : اذهب فاكتل واستوفه . ثم قال : هو كان إلى نصرتكم أحوج ، وأنا إلى ما أمر به ربي بارا أمانتي أحوج؛ إن الله لا يقدس أمة لا ينصر ضعيفها ، أو قال : لا يقوى قويها .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنه- قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقاضاه دينا كان عليه ، فاشتد عليه ، حتى قال له : أحرج عليك أن قضيتني ، [ ص: 19 ] فانتهره أصحابه ، وقالوا : ويحك أتدري من تكلم ؟ قال : إني أطلب حقي! فقال صلى الله عليه وسلم : «هلا مع صاحب الحق كنتم» ثم أرسل إلى خولة بنت قيس ، فقال لها : «إن كان عندك تمر فأقرضينا تمرنا فنقضيك» فقالت : نعم ، بأبي أنت يا رسول الله ، فأقرضته ، فقضى الأعرابي وأطعمه ، فقال : أوفيت أوفى الله لك ، فقال : «أولئك خيار الناس ، لا قدمت أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع» .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 20 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية