الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الخامس في مشاركته صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه والبيهقي عن السائب بن أبي السائب -رضي الله تعالى عنه- أنه كان يشارك رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام في التجارة ، فلما كان يوم الفتح جاءه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مرحبا بأخي وشريكي ، كان لا يداري ولا يماري ، يا سائب قد كنت تعمل أعمالا في الجاهلية ، لا تقبل منك وهي اليوم تقبل منك ، وكان ذا سيف وصلة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى والبزار بإسناد حسن عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنه- قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد تمرتين ، فأخذ تمرة وأعطاني تمرة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني برجال الصحيح غير عبد الله بن الإمام أحمد ، وهو ثقة مأمون ، عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- رأى تمرة عائرة فأخذها فناولها سائلا ، فقال : «إنك لو لم تأتها لا تأتك» .

                                                                                                                                                                                                                              بيان الغريب :

                                                                                                                                                                                                                              مرحبا : بميم مفتوحة فراء ساكنة فحاء مهملة فموحدة مفتوحة ، أي : لتأتي رحبا وسعة .

                                                                                                                                                                                                                              لا يداري : بالهمزة من المدارة ، وهي مدافعة الحق ، فإن ترك الهمزة صارت من المداراة وهي الدفع بالتي هي أحسن .

                                                                                                                                                                                                                              لا يماري : من المماراة وهي المجادلة بغير حق .

                                                                                                                                                                                                                              العائرة : بعين مهملة مفتوحة فهمزة مكسورة فراء فتاء تأنيث : الساقطة .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 17 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية