ذكر نزوله- صلى الله عليه وسلم- بالعرج :
وضياع زاملته التي بينه وبين أبي بكر ، واحدة ، وكانت مع غلام أبي بكر فجلس رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر ، وأبو بكر [ ص: 460 ] إلى جانبه إلى جانبه الآخر ، وعائشة إلى جانبه وأسماء بنت أبي بكر وأبو بكر ينتظر الغلام أن يطلع عليه فطلع وليس معه البعير ، فقال : أين بعيرك ؟ فقال : أضللته البارحة ، فقال وكان فيه حدة : بعير واحد تضله ، فطفق يضرب الغلام بالسوط ، ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتبسم ويقول : «انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع ؟ » أبو بكر- ، ثم سار- صلى الله عليه وسلم- حتى إذا نزل بالعرج ، وكانت زاملته وزاملة
وما يزيد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على أن يقول ذلك ويتبسم ، ترجم على هذه القصة «باب المحرم يؤدب» . أبو داود
قلت سبق أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حج على رحل ، وكانت زاملة ، قال المحب الطبري : فيحتمل أن يكون بعض الزاملة عليها ، وبعض الزاملة مع زاملة رضي الله تعالى عنه- ولما بلغ آل فضالة الأسلمي ، أن زاملة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ضلت حملوا له جفنة من حيس فأقبلوا بها حتى وضعوها بين يدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فجعل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : أبي بكر- «هلم يا فقد جاء الله تعالى بغذاء أطيب ، وجعل أبا بكر ، يغتاظ على الغلام ، فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «هون عليك يا أبو بكر فإن الأمر ليس إليك ، ولا إلينا معك ، وقد كان الغلام حريصا على ألا يضل بعيره ، وهذا خلف مما كان معه» ، ثم أكل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأهله ، أبا بكر ، وأبو بكر ومن كان معه يأكل حتى شبعوا ، فقال فأقبل صفوان بن المعطل- رضي الله تعالى عنه- وكان على ساقة الناس ، والبعير معه ، وعليه الزاملة ، فجاء حتى أناخ على باب منزل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «متاعك ؟ » ، فقال : «ما فقدت شيئا إلا قعبا كنا نشرب فيه ، فقال الغلام : هذا القعب معي» فقال لأبي بكر : أبو بكر لصفوان : أدى الله عنك الأمانة .
وجاء وابنه سعد بن عبادة ، قيس- رضي الله تعالى عنهما- ومعهما زاملة تحمل زادا يؤمان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فوجدا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- واقفا بباب منزله ، قد رد الله - عز وجل- عليه زاملته ، فقال سعد يا رسول الله : بلغنا أن زاملتك ضلت الغداة ، وهذه زاملة مكانها ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «قد جاء الله بزاملتنا ، فارجعا بزاملتكما بارك الله فيكما» .