الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر نزوله- صلى الله عليه وسلم- بذي الحليفة وبياته بها :

                                                                                                                                                                                                                              فسار- صلى الله عليه وسلم- حتى أتى ذا الحليفة ، وهو من وادي العقيق فنزل به ، قلت : تحت سمرة في موضع المسجد بذي الحليفة ، دون الروسة عن يمين الطريق كما في الصحيح ، عن عبد الله بن عمر ، ليجتمع إليه أصحابه ، كما ذكره محمد بن عمر الأسلمي والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              وصلى بهم العصر ركعتين ، قلت : وأمر بالصلاة في ذلك الوادي ،

                                                                                                                                                                                                                              رواه الإمام أحمد ، والبخاري ، وأبو داود ، وابن ماجه ، والبيهقي ، عن ابن عباس ، قال : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول بوادي العقيق : «أتاني آت من ربي» ، ولفظ البيهقي : «جبريل» فقال : «صل في هذا الوادي المبارك» ، وقال : «عمرة في حجة ، فقد دخلت العمرة في الحج ، إلى يوم القيامة» والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              ثم بات بذي الحليفة ، وصلى المغرب والعشاء ، والصبح والظهر فصلى بها خمس صلوات ، وكان نساؤه معه كلهن في الهوداج ، وكن تسعة وطاف عليهن تلك الليلة واغتسل ، قلت : وطيبته عائشة قبل طوافه عليهن تلك الليلة ، واغتسل . كما رواه مسلم- عن عائشة ، والبيهقي عنها ، قالت : طيبته بالطيب» والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              وساق هديه مع نفسه ، قلت : كان معه- صلى الله عليه وسلم- قبل وصوله ، أنه- صلى الله عليه وسلم- دعا ببدنته ، [ ص: 452 ] وفي رواية : بناقته فأشعرها في صفحة سنامها من الشق الأيمن ثم سلت الدم عنها ، وقلدها نعلين ، قلت : وتولى إشعار بقية الهدي وتقليده غيره ، قال : كان- صلى الله عليه وسلم- معه هدي كثير .

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن سعد : وكان على هديه ناجية بن جندب الأسلمي وكان جميع الهدي الذي ساقه من المدينة .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية