الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في غسله الواحد للمرات من الجماع :

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، ومسلم ، والأربعة ، عن قتادة ، عن أنس - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يطوف على نسائه بغسل واحد» .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه مسلم ، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار ، وهن إحدى عشرة امرأة- كذا قال هشام الدستوائي ، وقال سعيد بن أبي عروبة ، وله يومئذ تسع- قلت لأنس : فكان يطيقه ؟ قال : كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين» . [ ص: 62 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن جابر - رضي الله تعالى عنه- عن أم كلثوم بنت أبي بكر- رحمها الله تعالى- عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «أن رجلا سأل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل ، وعائشة جالسة ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «إني لأفعل ذلك ، أنا وهذه ثم نغتسل» ، وهذا من رواية الصحابة عن التابعين عن الصحابة؛ لأن جابرا صحابي ، وأم كلثوم بنت أبي بكر من التابعين ، ولدت بعد أبيها .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الدارقطني عن الزهري قال : سألت عروة عن الذي يجامع ولا ينزل فقال : لم يزل الناس يأخذون بالآخر من أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- . حدثتني عائشة- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك ولا يغتسل ، وذلك قبل فتح مكة ، ثم اغتسل بعد ذلك وأمر الناس بالغسل .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية