الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثالث : في استعانته- صلى الله عليه وسلم- في وضوئه تارة وامتناعه من ذلك تارة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن المغيرة- رضي الله تعالى عنه- قال : كنت مع النبي- صلى الله عليه وسلم- في سفر ، فقال : «يا مغيرة ، خذ الإداوة» فأخذتها؛ فانطلق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى توارى عني ، فقضى حاجته وعليه جبة شامية؛ فذهب يخرج يده من كمها فضاقت ، فأخرج يده من أسفلها ، فصببت عليه فتوضأ وضوءه للصلاة ، وذكر الحديث» . [ ص: 36 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى والبزار عن عمر - رضي الله تعالى عنه- قال : رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يستقي ماء وضوئه فبادرت أستقي له ، فقال : «صه يا عمر ، فإني أكره أن يشركني في طهوري أحد» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه عن أم عياش- وكانت أمة لرقية بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قالت : كنت أوضئ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأنا قائمة وهو قاعد .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه ، والحاكم عن الربيع بنت معوذ- رضي الله عنها- قالت : كنت أوضئ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بميضأة ، فقال : «اسكبي» ، فسكبت فغسل وجهه . . وذكرت الحديث» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن أمية- رضي الله عنها ، مولاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قالت : «كنت أصب على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وضوءه إلى آخره» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني بسند ضعيف عن أبي أيوب- رضي الله تعالى عنه- «أنه وضأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم-» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا يكل طهوره إلى أحد ولا صدقته التي يتصدق بها ، يكون هو الذي يتولاها بنفسه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن أسامة بن زيد- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما أفاض من عرفة عدل إلى الشعب فقضى حاجته ، قال أسامة : فجعلت أصب عليه ويتوضأ» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه عن صفوان بن عسال بعين وسين مهملة مشددة وباللام- رضي الله تعالى عنه- قال : «صببت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في السفر والحضر ، في الوضوء» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية