الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              السابع : في خاتمه الحديد الملوي عليه فضة .

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو داود والنسائي بسند جيد وله شواهد عند ابن سعد ، وابن سعد عن إبراهيم رحمه الله تعالى عن معيقب رضي الله تعالى عنه قال : كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديد ملوي عليه فضة ، قال : فربما كان في يدي ، وقال : وكان معيقب على خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني أنه كان أمينا عليه .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 333 ] وروى ابن سعد عن مكحول قال : كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديد ملوي عليه فضة ، غير أن فصه باد .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أيضا وابن أبي خيثمة عن إسحاق بن سعيد عن أبيه عن خالد بن سعيد قال : أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده خاتم له فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما هذا الخاتم ؟ » فقال : خاتم اتخذته ، فقال : «اطرحه إلي » فطرحته ، فإذا هو خاتم من حديد ملوي عليه فضة ، فقال : «ما نقشته ؟ » فقال : «محمد رسول الله » فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الذي كان في يده .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد قال أخبرنا أحمد بن محمد الأزرقي المكي ، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد القرشي عن جده قال : دخل عمرو بن سعيد بن العاص حين قدم من الحبشة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «ما هذا الخاتم في يدك يا عمرو ؟ » فقال : هذه حلقة يا رسول الله قال : «فما نقشها ؟ » قال : محمد رسول الله ، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتختمه ، فكان في يده حتى قبض ، ثم في يد أبي بكر رضي الله تعالى عنه حتى قبض ثم في يد عمر رضي الله تعالى عنه حتى قبض ، ثم لبسه عثمان رضي الله تعالى عنه فبينا هو جالس على شفتها يأمر بحفرها إذ سقط الخاتم ، وكان عثمان يكثر إخراج خاتمه من يده وإدخاله ، فالتمسوه فلم يقدروا عليه .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية