الثامن : في قصعته صلى الله عليه وسلم .
روى عن أبو الشيخ قال : عبد الله بن بسر كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جفنة لها أربع حلق .
وروى أبو داود عن وأبو بكر الشافعي رضي الله تعالى عنه عبد الله بن بسر ، ثم قال : «كلوا من جوانبها ، ودعوا ذروتها يبارك لكم فيها» «خذوا فكلوا فو الذي نفسي بيده لتفتحن عليكم أرض فارس والروم حتى يكثر الطعام فلا يذكر عليه اسم الله تعالى» . أنه أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة ، والطعام يومئذ قليل ، فقال لأهله : «اطبخوا هذه الشاة ، وانظروا إلى هذا الدقيق فاخبزوه ، واطبخوا وأثردوا عليه» ، قال : وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم قصعة يقال لها الغراء ، يحملها أربعة رجال ، فلما أصبح وسبحوا سبحة الضحى أتي بتلك القصعة ، والتقوا عليها فإذا أكثر الناس جثى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أعرابي ما هذه الجلسة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله تعالى جعلني عبدا كريما ، ولم يجعلني جبارا عنيدا» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
التاسع : في سيرته صلى الله عليه وسلم في الطعام الحار .
روى بسند فيه راو لم يسم وبقيته بسند حسن عن الطبراني رضي الله تعالى عنها جويرية . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره الطعام الحار حتى يذهب فوره ودخانه
وروى الإمام أحمد والطبراني رضي الله تعالى عنهما أنها كانت إذا ثردت غطته شيئا حتى يذهب فوره ، ثم تقول : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أسماء بنت أبي بكر
«إنه أعظم للبركة» . عن
وروى برجال الصحيح الطبراني عن والبيهقي خولة بنت قيس رضي الله تعالى عنها قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت له خزيرة فقدمتها إليه . فوضع يده فيها فوجد حرها ، فقبضها فقال : «يا خولة لا نصبر على حر ولا برد» ،
وفي رواية . فقربت له عصيدة في تور ، فلما [ ص: 168 ] وضع يده فيها احترقت فقال : «حس» ثم قال : «إن ابن آدم إن أصابه حر قال حس ، وإن أصابه برد قال : حس»
وروى عن الطبراني رضي الله تعالى عنه أبي هريرة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بصحفة تفور فأسرع يده فيها ، ثم رفع يده فقال : «إن الله عز وجل لم يطعمنا نارا»
وروى أيضا في الأوسط عن رضي الله تعالى عنه أبي هريرة والديلمي في مسند الفردوس عن ابن عمر وصححه عن والحاكم وعن جابر ، أسماء ، عن ومسدد أبي يحيى ، في الحلية عن وأبو نعيم رضي الله تعالى عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنس «أبردوا بالطعام الحار ، فإن الطعام الحار لا بركة فيه» .
وروى عن الطبراني رضي الله تعالى عنهما ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينفخ في الطعام ولا في الشراب .
العاشر : في أكله صلى الله عليه وسلم ماشيا .
روى برجال الصحيح خلا الطبراني وسنده حسن عن ابن لهيعة رضي الله تعالى عنهما ابن عباس . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطا لبعض الأنصار فجعل يأكل الرطب فيأكل وهو يمشي وأنا معه
وروى الحارث بن أبي أسامة عن رضي الله تعالى عنها عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل قائما وقاعدا وينصرف عن يمينه وشماله .
الحادي عشر : في كراهته صلى الله عليه وسلم أن يشم الطعام
- إن صح الخبر .
روى بسند ضعيف عن ابن عدي رضي الله تعالى عنه جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كره شم الطعام وقال : «إنما يشم السباع» .
الثاني عشر : في آلات أكله صلى الله عليه وسلم وأمره بتغطية الإناء وأكله على الأرض .
روى الإمام أحمد والبخاري والترمذي والنسائي عن وابن ماجه رضي الله تعالى [ ص: 169 ] عنه قال : أنس ولا في سكرجة ولا خبز له مرقق ، قال يونس فقلت لقتادة فعلام كان يأكل ؟ قال على هذه السفرة ما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خوان ، .
وروى في تاريخه البخاري عن وأبو الشيخ فرقد رضي الله تعالى عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكلت على مائدته .
وروى الحارث بن أبي أسامة عن رضي الله تعالى عنهما قال : ابن عباس أكل الضب على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وروى عن أبو الشيخ قال : عبد الله بن بسر كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جفنة لها أربع حلق .
وروى عن النسائي رضي الله تعالى عنه قال : جابر رضي الله تعالى عنه : فما زلت أحبه منذ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . جابر أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي إلى منزله ، فلما انتهينا أخرجوا لنا طبقا عليه فلق من خبز قال : «ما من أدم ؟ » قالوا : لا شيء غير خل ، قال : «نعم الأدم الخل» ، قال
وروى عن أبو داود قال : عبد الله بن بسر كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال .
وروى والشيخان عن الإمام أحمد رضي الله تعالى عنها قالت : أسماء بنت أبي بكر
سفرة- في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى أبي بكر- المدينة ، فلم نجد لسفرته ولا لسقايته ما نربطهما به ، فقلت لأبي بكر : والله ما أجد شيئا أربط به إلا نطاقي ، قال : شقيه باثنين فاربطي بواحد السقاء ، وبواحد السفرة ، ففعلت ذلك ، فلذلك سميت ذات النطاقين . صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت
وروى عن أبو داود رضي الله تعالى عنه قال : جابر . أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من شعب في الجبل وقد قضى حاجته وبين أيدينا تمر على ترس أو حجفة فدعوناه فأكل معنا ولم يمس ماء
وروى بسند فيه البزار عبد الله بن زيد وأبي عبيد البصري ومجاعة البصري بنحو رجالهم ، وبقية رجاله ثقات عن رضي الله تعالى عنه أبي هريرة أن رجلا جاء إلى [ ص: 170 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ضعه بالحضيض أو بالأرض .
وروى بسند ضعيف عن رضي الله تعالى عنهما البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل على الأرض ويقول : أنا عبد آكل كما يأكل العبد .
وروى برجال ثقات عن أبو يعلى جابر رضي الله تعالى عنهما أن رجلا يقال له وأبي هريرة أبو حميد . أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فيه لبن من النقيع نهارا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هلا خمرته ؟ ولو أن تعرض عليه بعود»
الثالث عشر : في وقبضه يد من لم يسم عند الأكل . تسميته صلى الله عليه وسلم عند إرادة الأكل وأمره بها ،
وروى عن رجل خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الإمام أحمد . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرب إليه طعامه قال : «باسم الله»
وروى أبو الحسن بن الضحاك من طريق ميسرة عن رضي الله تعالى عنه قال : أنس بن مالك رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يأكل طعاما ، يسمي عند ثلاث لقم ، عند كل لقمة مرة ، ثم يمضي فيه حتى يأتي عليه .
وروى الإمام أحمد عن وابن ماجه رضي الله تعالى عنها عائشة
باسم الله أوله وآخره» . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل الطعام في ستة نفر من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أما إنه لو سمى لكفاكم ، فإذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله ، فإن نسي أن يذكر اسم الله فليقل :
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن وابن ماجه أبي رمثة وحبشي بن حرب رضي الله تعالى عنه «اجتمعوا على طعامكم ، واذكروا اسم الله تبارك وتعالى يبارك لكم فيه» . أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع ، قال : «لعلكم تتفرقون» ، قالوا : نعم ، قال :
وروى الإمام أحمد ومسلم عن وأبو داود رضي الله تعالى عنه قال : حذيفة . كنا إذا [ ص: 171 ] حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما لم يضع أحد منا يده حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده ، ولقد حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدها ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فذهب ليضع يده في الطعام فأخذ بيده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الشيطان يستحل الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه ، وإنه جاء بهذه يستحل بها ، فأخذت بيدها ، فجاء هذا الأعرابي يستحل به فأخذت بيده ، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع أيديهما»