الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الخامس عشر في وفود بني البكائي إليه صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن سعد عن عبد الله بن عامر البكائي وعن الجعد بن عبد الله بن عامر البكائي عن أبيه ، وابن شاهين عن يزيد بن رومان ، وعن الحسن وعن السدي عن أبي مالك وعن رجال المدائني وابن منده ، وأبو نعيم من طريق أخرى ، وابن شاهين من وجه آخر عن بشر بن معاوية بن ثور ، وابن شاهين ، وثابت في الدلائل .

                                                                                                                                                                                                                              قالوا : وفد من بني البكاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع ثلاثة نفر : معاوية بن ثور بن عبادة البكائي وهو يومئذ ابن مائة سنة ومعه ابن له يقال له بشر ، والفجيع بن عبد الله بن جندح بن البكاء ، ومعهم عبد عمرو ، وهو الأصم . فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنزل وضيافة ، وأجازهم ، ورجعوا إلى قومهم . وقال معاوية للنبي صلى الله عليه وسلم : «إني أتبرك بمسك وقد كبرت وابني هذا بر بي فامسح وجهه» . فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه بشر بن معاوية وأعطاه أعنزا عفرا وبرك عليهن .

                                                                                                                                                                                                                              قال الجعد : فالسنة ربما أصابت بني البكاء ولا تصيب آل معاوية . وقال محمد بن بشر بن معاوية بن ثور بن عبادة بن البكاء رضي الله تعالى عنه :


                                                                                                                                                                                                                              وأبي الذي مسح الرسول برأسه ودعا له بالخير والبركات     أعطاه أحمد إذ أتاه أعنزا
                                                                                                                                                                                                                              عفرا نواجل لسن باللجنات     يملأن رفد الحي كل عشية
                                                                                                                                                                                                                              ويعود ذاك الملء بالغدوات     بوركن من منح وبورك مانحا
                                                                                                                                                                                                                              وعليه مني ما حييت صلاتي

                                                                                                                                                                                                                              وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد عمرو الأصم عبد الرحمن وكتب له بمائه الذي أسلم عليه بذي القصة . وكان عبد الرحمن من أصحاب الظلة يعني الصفة صفة المسجد .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية