قصة أخرى :
روى محمد بن عمر ، ، وأبو نعيم عن وابن عساكر عرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال : وذهبنا لحاجة فرجعنا إلى منزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد تعشى ومن معه من أضيافه ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يدخل قبته - ومعه زوجته أم سلمة - فلما طلعت عليه قال : أين كنت منذ الليلة ؟ فأخبرته ، فطلع جعال بن سراقة وعبد الله بن مغفل المزني فكنا ثلاثة كلنا جائع إنما نغشى باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيت فطلب شيئا نأكله فلم يجده ، فخرج إلينا فنادى : "يا بلال هل من عشاء لهؤلاء النفر ؟ " فقال : والذي بعثك بالحق لقد نفضنا جربنا وحمتنا ، قال : "انظر عسى أن تجد شيئا" ، فأخذ الجرب ينفضها جرابا جرابا ، فتقع التمرة والتمرتان حتى رأيت في يده سبع تمرات ، ثم دعا بصحفة فوضع التمر فيها ، ثم وضع يده على التمرات ، وسمى الله - تعالى - فقال : "كلوا باسم الله" فأكلنا ، فحصيت أربعا وخمسين تمرة ، أعدها عدا ونواها في يدي الأخرى ، وصاحباي يصنعان مثل ما أصنع ، وشبعنا ، فأكل كل واحد منا خمسين تمرة ، ورفعنا أيدينا فإذا التمرات السبع كما هي . فقال : "يا بلال ارفعها فإنه لا يأكل منها أحد إلا نهل شبعا" فلما أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة الصبح [ ص: 455 ] ثم انصرف إلى فناء قبته فجلس وجلسنا حوله ، فقرأ من "المؤمنون" عشرا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هل لكم في الغداء ؟ " قال عرباض : فجعلت أقول في نفسي أي غداء ، فدعا بلالا بالتمرات ، فوضع يده عليهن في الصحفة ، ثم قال : "كلوا بسم الله فأكلنا - فو الذي بعثه بالحق - حتى شبعنا وإنا لعشرة ، ثم رفعوا أيديهم منها شبعا وإذا التمرات كما هي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لولا أني أستحي من ربي لأكلنا من هذا التمر حتى نرد المدينة عن آخرنا" ، وطلع عليهم غلام من أهل البدو فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التمرات فدفعها إليه فولى الغلام يلوكهن كنت ألزم باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحضر والسفر ، فرأيتنا ليلة ونحن بتبوك .